للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وزهَّدني في جميع الأنا … م قِلَّةُ إنصافِ من تَصْحَبُ

هُمُ النَّاسُ ما لم تُجَرِّبْهُمُ … وطُلْسُ الذِّئاب إذا جُرِّبوا

وليتك تَسْلَم عند البعا … دِ منهم فكيف إذا تَقْرُبُ

وقال: [من الطويل]

تراءتْ لنا يوم الرَّحيل فحنَّتِ … ولم تَدْرِ ما شوقي بها حين ولَّتِ

وكانت جفوني بالدُّموعِ ضنينةً … فلما استقلَّ الظَّاعنونَ استقلَّتِ

وقال: [من مجزوء الكامل]

ما في قبائلِ عامرٍ … من مُعْلَمِ الطَّرَفَينِ غيري

خالي زعيمُ عبادة … وأبي زعيمُ بني نُمَيْرِ

وقال: [من الطويل]

أُحِبُّ عليًّا والبَتُول وَوُلْدَها … ولا أَجْحَدُ الشَّيخين فَضْلَ التَقدُّمِ

وأبرأ مِمَّن نال عُثمانَ بالأذى … كما أتبرَّا من ولاءِ ابن مُلْجَمِ

ويُعْجِبُني أهلُ الحديث لِصِدْقهم … فلستُ إلى قومٍ سواهم بمنتمي

وقال وقد أبلَّ الوزير عون الدين من مرضٍ: [من البسيط]

أُعِلَّ لما اعتللتَ المجدُ والكَرَمُ … وكادتِ الشمسُ يُخفي نورَها الظُّلَمُ

وأنكرت مُقْرباتُ الخيل راحتَها … من بعد ما أقرحت أفواهَها اللُّجُمُ

وأرعدتْ قُصُبُ الهِنْديِّ من حَذَرٍ … أن لا يَبُلَّ صَدَاها في الحروبِ دَمُ

حتَّى إذا زال ما تشكوه من ألمٍ … عمَّ السُّرور كما عَمَّتْ بك النِّعَمُ

راحت لصحتك الأعداءُ في سَقَمٍ … لم تلتبسْ بحشاها مثله سَقَمُ

يا قائدَ الجحفلِ الجَرَّارِ يَصْحَبُهُ … محلّقاتُ نسورِ الجوِّ والرَّخَمُ

كأنَّ كلَّ جناحٍ في قساطِلِهِ … يلوحُ للعين من أعلامه عَلَمُ

فليس غيرك للعافين منتجعٌ … ولا بغيركَ للجانين مُعْتَصَمُ