وزهَّدني في جميع الأنا … م قِلَّةُ إنصافِ من تَصْحَبُ
هُمُ النَّاسُ ما لم تُجَرِّبْهُمُ … وطُلْسُ الذِّئاب إذا جُرِّبوا
وليتك تَسْلَم عند البعا … دِ منهم فكيف إذا تَقْرُبُ
وقال: [من الطويل]
تراءتْ لنا يوم الرَّحيل فحنَّتِ … ولم تَدْرِ ما شوقي بها حين ولَّتِ
وكانت جفوني بالدُّموعِ ضنينةً … فلما استقلَّ الظَّاعنونَ استقلَّتِ
وقال: [من مجزوء الكامل]
ما في قبائلِ عامرٍ … من مُعْلَمِ الطَّرَفَينِ غيري
خالي زعيمُ عبادة … وأبي زعيمُ بني نُمَيْرِ
وقال: [من الطويل]
أُحِبُّ عليًّا والبَتُول وَوُلْدَها … ولا أَجْحَدُ الشَّيخين فَضْلَ التَقدُّمِ
وأبرأ مِمَّن نال عُثمانَ بالأذى … كما أتبرَّا من ولاءِ ابن مُلْجَمِ
ويُعْجِبُني أهلُ الحديث لِصِدْقهم … فلستُ إلى قومٍ سواهم بمنتمي
وقال وقد أبلَّ الوزير عون الدين من مرضٍ: [من البسيط]
أُعِلَّ لما اعتللتَ المجدُ والكَرَمُ … وكادتِ الشمسُ يُخفي نورَها الظُّلَمُ
وأنكرت مُقْرباتُ الخيل راحتَها … من بعد ما أقرحت أفواهَها اللُّجُمُ
وأرعدتْ قُصُبُ الهِنْديِّ من حَذَرٍ … أن لا يَبُلَّ صَدَاها في الحروبِ دَمُ
حتَّى إذا زال ما تشكوه من ألمٍ … عمَّ السُّرور كما عَمَّتْ بك النِّعَمُ
راحت لصحتك الأعداءُ في سَقَمٍ … لم تلتبسْ بحشاها مثله سَقَمُ
يا قائدَ الجحفلِ الجَرَّارِ يَصْحَبُهُ … محلّقاتُ نسورِ الجوِّ والرَّخَمُ
كأنَّ كلَّ جناحٍ في قساطِلِهِ … يلوحُ للعين من أعلامه عَلَمُ
فليس غيرك للعافين منتجعٌ … ولا بغيركَ للجانين مُعْتَصَمُ