للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تستحي وأنت حاكم المسلمين تشتمني؟! قال: ما شتمتك! قال: بلى، قلت لي كشحان. قال: أو ليس اسمك كشحان؟ قال: لا والله. قال: فما اسمك؟ قال: يزيد. قال: كشحان أصلح.

وقال: كم واعظ إذا خطب سبقت الباء الطاء، وأنشد: [من الكامل]

يا عُصْبة لا يفرقون بجهلهم … ما بين سحبان ولُكْنة باقِلِ

أهدي ويهذي الجاهلون فنستوي … لا فرق بين فضولهم وفضائلي

[وقال يومًا في مجلسه في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيكُمْ﴾: من عادة القادم أن يبدأ بالسلام، فلما أزعجتْ نبيَّنا ليلةَ المعراج أنوارُ الهيبة، قيل له: نحن نبدؤك بالسلام، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ﴿وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيكُمْ﴾ [الأنعام: ٥٤].

وكتب إليه رجل: أيما أفضل أتوب في نفسي أم بين الناس؟ فقال: إنما يقصد التائب بالتوبة بين الناس إما للتبرك بدعائهم، أو لخوف عود النفس إلى الذنب، فإذا شاهد الناس منه التوبة استحيا من الرجوع إلى الذنب، وفي الجملة فإن كنت أذنبت بينك وبين ربك فاستر توبتك، وإن كانوا شاهدوك على الذنب، فتب ظاهرًا، لتقطع ظنة الشهود.

وكان يومًا يشرح أحوال الصالحين، فعورض بغير ذلك، فقال للسائل: لا تذكر لمن في طريق الحج إلا طريق مِنى.

وقطع شاب شعره، فقال؛ هذه الشعرة أوتار عود، ومعنى قطعها أنَّه لا أعود.

وقال مرة أخرى: الشعر أوتار رباب، يغني عليها شيطان الشباب.

وقال يومًا: يا أهل البدع، لو بقيت من السنة ذرة لأهلكتكم بمرة، وما خلقت الجنّة إلا لأهل الكتاب والسنة.

وسئل عن علم إبليس أنَّه من المنظرين، فلِمَ فَرَّ من عمر؟ فأجاب بأجوبة أحدها لهيبة عمر ، والمهيب مجتنب.

والثاني: أنَّه خاف من أذى يلحقه لا من إهلاكه، فإنه لقيه يومًا عمر، فصارعه، فصرعه عمر.