للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال سائلٌ لما قال: أقيلوني: ما سمعنا مثل جواب علي رضوان الله عليه: والله لا أقلناك.

فقال [جدي] (١): لما غاب عليٌّ عن البيعة في الأول أخلف ما فات بالمدح في المستقبل، ليعلم السَّامع والرائي أَنَّ بيعة أبي بكر وإن كانت مِنْ ورائي فهي برأي، ومثل ذلك الصَّدْر لا يرائي، وما أحسنَ استدلاله حين قال: رضيك رسولُ الله ﷺ لديننا، أفلا نَرْضاك لدنيانا؟ [وسأل آخر، فقال: سيف علي نزل من السماء، فسعفةُ أبي بكر من أين؟ فقال: إن سَعَفَةً هزَّت يوم الردة، فأثمرت سبيًا جاء منه مثل ابن الحنفية لأمضى من سيوف الهند، ثم قال: يا عجبًا، الرافضة إذا مات لهم ميت تركوا معه سعفة، من أين وقع هذا الصلح؟!

سأل سائل: ما معنى قوله ﷺ: "من أراد أن ينظر إلى ميت يمشي على وجه الأرض، فلينظر إلى أبي بكر" (٢)؟ فقال: الميت يقسم ماله، ويلبس الكفن، وأبو بكر أخرج المال كله، وتخلل بالعباء] (١).

وقال في قوله تعالى: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ﴾ [الأعراف: ٤٣] قال علي رضوان الله عليه: والله، إني لأرجو أن تكون هذه الآية نزلت فيَّ وفي عثمان. ثم قال: إذا اصطلح الخصوم، فما بال النَّظَّارة؟!

وقال: قال جبريل للرسول ﷺ: [سَلِّمْ] (١) على عائشة، فلم يواجهها بالخطاب احترامًا لزوجها، وواجه مريم لأَنَّه ما كان لها زوج، فمن يحترمها جبريل، كيف يجوز في حقِّها الأباطيل؟!

وذكر يومًا حديث داود ﵇: وهبه آدم ﵇ ستين سنة، وأن الله تعالى أتم لداود مئة، ولآدم ألفًا، ثم قال: المتوسط بين اثنين إذا كان كريمًا غرم.

[قلت: وقد ذكر في كتابه المسمى بـ "فتح الفتوح" إلى طَرَفٍ من هذه الطُّرَف] (١).

ذكر نبذة من أشعاره [التي جعلها في الواقعات من شعاره، وبلغني أنها عشر مجلدات في الأجناس والمدائح والصفات] (١)، فمن ذلك: [من الطويل]


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) لم أجده فيما بين يدي من المصادر.