للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال المصنف : وفيها سافرتُ إلى خِلاط، وشرحت كتاب "روح العارفين" والنسخة بدار الحديث الأشرفية بدمشق.

وفيها توفي الملك الظَّاهر بحلب، ووَصَلَ أبو العَبَّاس عبد السَّلام ابن أبي عَصْرون رسولًا من الملك العزيز محمَّد إلى الخليفة يطلب تقريره على ما كان عليه أبوه.

[فصل (١): وفيها نزل الأشرف من خلاط إلى حَرَّان في شعبان، وسألني الجلوس بجامع حران، وقال: إلى الآن ما دخلت حران. فضربت له خركاة في الجامع، وحضر وكان يومًا مشهودًا، وجلس في الخركاة، وجاء الفخر بن تيمية الخطيب، فقعد عنده، وكتبوا إلى رقاعًا كثيرة، فجمعتُها وقلت: اتركوا هذه إلى يوم مجلس شيخكم يجيب عنها، فهو يطول روحه عليكم، أما هذا اليوم فالوقت ما يحتمل. فأعجب الأشرف، وانقضى المجلس، فقلت للأشرف: لا بد لي في هذه السنة من شيئين: الحج على بغداد، والثاني الاعتكاف بالرَّقَّة، فقال: مبارك.

وخرجت من حران في آخر شعبان أريد الرقة، وبينما أنا بين مسلة والرقة، وإذا بنجابين بينهم رجل عليه بغلطاق أحمر، فقلت لأصحابي: هذه شمائل الملك المعظم. فقالوا: المعظم في دمشق، أيش جابه إلى ها هنا! فلما قربوا منا إذا به المعظم وقد أعيت ناقته، فنزل، وتحدثنا، وأكلنا شيئًا كان معنا، وأعطانا ناقته، وأخذ فرسي، وقال: أين أخي؟ قلت: في الزَّرَّاعة. وساق] (٢)، واجتمعا في نواحي الرقة بالزَّرَّاعة، وفاوضه المُعَظَّم في أمر حلب، وكان الأشرف قد حلف لشهاب الدين طُغرْيل الخادم، وأَنَّه أتابك العزيز محمَّد ولد الظَّاهر، فَشَقَّ على المعظم، ولم يقل شيئًا، [وجاءا إلى الرقة وأنا معتكف بالخانكاة، وحضرا عندي، وسار المعظم إلى دمشق، وجهزني الأشرف إلى الحج، وعمل لي سبيلًا مثل سبيله، وتوجهت إلى بغداد] (٢).

وحجَّ بالنَّاس من العراق ابنُ أبي فراس، ومن الشَّام الفقيه علم الدين الجَعْبَرِي.


(١) في (ح): وفيها قصد المعظم الاجتماع بالأشرف، واجتمعا في نواحي الرقة بالزراعة … ، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).