وبقي العادل بالقلعة إلى سنة تسع عشرة وست مئة، ثم نقل إلى تُرْبته التي أنشأها عند دار العقيقي ومدرسته.
ذِكْرُ أولاده: كان له عِدَّة أولاد، منهم: شمس الدين ممدود والد الجواد [يونس](١)، والكامل محمَّد، والأشرف موسى، والمعظَّم عيسى، والأوحد أيوب، والفائز إبراهيم، وشهاب الدِّين غازي، والعزيز عثمان [شقيق المعظم](١)، والأمجد حسن [شقيقهما أيضًا](١)، والحافظ رسلان، والصَّالح إسماعيل، والمغيث محمود، ومجير الدِّين يعقوب، وتقي الدين عَبَّاس، وقُطْب الدين أحمد، والقاهر إسحاق، وخليل أصغرهم، وكان له عِدَّةُ بنات أفضلهن ضيفة خاتون صاحبة حلب أم العزيز، [وسنذكرها](١).
ذِكْرُ ما تجدَّد بعد وفاته:
لما دَخَلَ رجب رَدَّ المعظم المكوس والخمور، وما كان أبوه أبطله.
قال المصنف ﵀: فقلتُ له: قد خلفت سيف الدين غازي ابن أخي نور الدين، فإنَّه كذا فعل لما مات نور الدين. فاعتذر بقِلَّة المال والفرنج.
وسار المعظَّم إلى بانياس، وأرسل الصَّارم التِّبْنيني وهو بتِبْنين في تسليم الحصون، فأجابه، فأخرب بانياس، وسار إلى تبنين، فأخربها وهَدَمها، وكانت قُفْل البلاد [وملجأ العباد](١)، وأعطى بلاد شركس لأخيه العزيز، وزوَّجه بنت شركس، وبعث إليه الكامل بالخِلَع، وقال: أدركني. وجاءتِ الفرنج، فنزلوا على شِرْمَسَاح، وأخلى لهم المسلمون الخيام، فطمعوا، ثم رجع عليهم الكامل، فكسرهم، وقَتَلَ منهم خَلْقًا كثيرًا، وعادوا إلى دِمْياط.
ونزل الصَّارم وولده ناصر الدين وأصحابه من الحصون، فأكرمهم المعظَّم، وخلع عليهم وأحسن إليهم، وأظهر أنه ما أخرجه بانياس وتبنين إلا خوفًا من استيلاء الفرنج عليهما.
وقدم الصَّفي بن شُكْر وزير العادل دمشق من الشرق، وكان العادل قد نقم عليه ونفاه إلى الشرق، فمضى إلى آمد، فأقام بها، فلما مات العادل كتب الكامل إليه يطلبه، فَقَدِمَ دمشق، ونَزَل بظاهرها ببيت رانس على المُؤَيَّد العقرباني، فخدمه المؤيَّد، وكان قد قَلَّ نظره، فأقام أيامًا، ثم توجَّه إلى مِصْر.