أقابله. فقال الوزير للصَّالح: هذا الرفيع قد أكل البلاد، وأقام علينا الشناعات، والمصلحة عزله ليتحقَّق النَّاسُ أنك ما أمرته بهذه الأشياء. فَعُزِلَ عن القضاء أول السنة، وأخذت [منه](١) مدارسه، وفوّض أمرها إِلَى ابن الصَّلاح، فأعطى العادلية للكمال التفليسي صهر الخويي، والشَّامية للتَّقي الحموي، والعذراوية لمحيي الدين بن الزكي، والأمينية لابن عبد الكافي، وغُيِّب الرفيع، واستقلَّ محيي الدين بالقضاء، واستناب الصَّدْر ابن سنين الدولة، وحكم محيي الدين بإسقاط شهادات أصحاب الرَّفيع: العز بن القطَّان، والزين الحموي، والجمال بن سيدة، [والنصير ابن قاضي بعلبك](١)، والموفق الواسطيّ، وسالم المقدسيّ، [وابنه محمَّد لما فعلوا بالمسلمين، وأكلهم أموالهم بالباطل،](١) وكان المحنة العظمى [والطامة الكبرى](١) الواسطيّ [الملقب بالموفق](١)، فإنَّه أهلك الحرث والنسل، [فأهلك الله ذلك النسل](١).
وفيها ورد كتاب بدر الدين لؤلؤ صاحب المَوْصل يقول: إنني قد قررت على أهل الشَّام [قطيعة](١) فِي كلِّ سنة، على الغني عشرة دراهم، وعلى الوسط خمسة، وعلى الفقير درهم، وقرأ محيي الدين بن الزكي الكتاب على النَّاس، وشرعوا فِي الجباية.
وفيها كانت الوقعة العظيمة بين الخُوارَزْمية والفرنج.
لما نزل الخوارزمية غَزَّة بَعَثَ إليهم الصَّالح أَيُّوب الأموال والخِلَع والخيل والأقمشة والعساكر، وأمرهم بالنُّزول على دمشق، فاتَّفق الصَّالح إسماعيل والنَّاصر داود والمنصور صاحب حِمْص مع الفرنج على الخُوارَزْمية وعسكر مصر، وكان الصَّالح [إسماعيل](١) قد أعطاهم الشَّقيف بعد أن عَذَّب واليه، واستأصله حيث امتنع من تسليمه، وخرج إسماعيل بنفسه [من دمشق، ومضى إِلَى الشقيف](١)، وسلَّمه إليهم، وكان عامرًا، وسلَّم إليهم صفد وبلاد المسلمين، وكانت صفد خرابًا، ولما اتَّفقوا مع الفرنج خرج صاحب حمص من دمشق بعسكر حمص إِلَى بلد الفرنج، وجهَّز النَّاصر عسكره من نابُلُس مع الظَّهير بن سُنْقُر الحلبي والوزيري، واجتمعوا بأسْرهم على يافا، والخُوارَزْمية وعسكر مصر على غَزَّة، وساق صاحب حمص وعسكر دمشق تحت أعلام الفرنج، وعلى رؤوسهم الصُّلْبان، والأقساء فِي الأطلاب يصلِّبون على