قرأ القرآن [بالروايات] (١) على الشَّاطبي، وشرح قصيدته، وشرح "المفصل" للزمخشري، وله تصانيف، وقصائد في مدح النبي ﷺ، [منها هذه الأبيات: [من الكامل]
قف بالمدينة زائرًا ومسلِّمًا … واشكُرْ صنيعَ الدَّمع فيها إن همى
فهي المنازلُ لم تزل تشتاقها … أبدًا وكنت بها المعنَّى المغرما
والزقْ بتربتها الفؤاد فكم شفتْ … داءً دفينًا قد أذابَ وأسقما
عجبًا لصبٍّ عاينته عَينُه … فرعى الحوادثَ واستطاع تكلُّما
هذا هو الحرمُ الشريف فقفْ به … واقرا السَّلامَ على الرَّسول متمِّما
يا خاتم الرُّسُلِ الكرام ومَنْ له الـ … آياتُ تحكي في السماء الأنجما
وله انشقاق البدر والجذع الذي … أبدى حنينًا والجماد تكلّما
والماء ينبع في أنامل مَنْ دعا … زُمرًا إلى الزَّاد اليسير فأطعما
ودعا بأشجار الفلاة فأقبلت … وأتى على حجرٍ أصمَّ فسلَّما
وعلا على متن البراق مشرَّفًا … وسرى إلى أعلى السَّماء معظَّما
صلّى عليه الله ما انهلَّ الحيا … وكسا الرِّياضَ ملونًا ومنمنما
من أبيات] (١).
وكان إمامًا، فاضلًا، مُفْتيًا، زاهدًا، عابدًا، ورعًا، مقتنعًا من الدُّنيا باليسير، وكانت له حَلْقةٌ بجامع دمشق، يقرأ عليه فيها القرآن والعربية والحديث، فإذا خرج من الجامع إلى قاسيون ركب حمارًا والطَّلبة يقرؤون عليه القرآن في الطَّريق، وختَم ألوفًا من الناس، ونفع خَلْقًا كثيرًا، وكانت وفاته ليلة الأحد ثاني عشر جمادى الآخرة بدمشق، ودُفِنَ بقاسيون. [سمع الحافظ السِّلَفي، وأبا القاسم هبة الله البوصيري، وأبا الطاهر بن عوف، وأبا الفضل محمَّد بن يوسف الغَزْنوي، وغيرهم.
وفيها مات صاحب الروم، وكان صبيًّا لعابًا، وقد ذكرناه] (١).
(١) ما بين حاصرتين من (ش).