وقال الضَّحَّاك: تكلَّم في المَهْد ستة: شاهدُ يوسف، وابنُ ماشطة فرعون، وعيسى، ويحيى ﵉، وصاحبُ جُرَيج، وصاحبُ الأُخدود.
وقد اختلف العلماء فيمَنْ نزل قولُه تعالى: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (٤)﴾ [البروج: ٤]، فقال ابن عباس ﵄ وعامة المفسرين: نزلت في عبد الله بن الثامر وأصحابه، وقال ابن عباس: كان عبد الله بن الثامر في زمان ذي نواس، وعبد الله يومئذٍ بنجران، فسار إليه، فخدَّ له ولأصحابه الأخاديد قبل مولد النبي ﷺ بسبعين سنة.
وقيل: إن بعض الملوك سكر، فوقع على أخته، فلما حدّثنا قال له النَّاس: ما صنعتَ؟ فندم، فقالت له أخته: ادْعُ النَّاس إلى إباحة مثل هذا، فدعاهم، فأبَوا، فقالت: خُدَّ لهم الأخاديد، ثم اقذِفْهم في النَّار، ففعل، فمَن وافقه تركه، ومن خالفه ألقاه في النَّار (١).
* * *
(١) انظر سيرة ابن هشام ١/ ٣٤، وتفسير الطبري ٢٤/ ٢٧٠ - ٢٧٦.