للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد جَلَّلَتْ خِزْياً هلالُ بنُ عامرٍ … بني عامرٍ طُرّاً بسَلْحَة مادِرِ

واسم مادِر: مُخارِق (١).

أبصر من زرقاء اليمامة، من نُمَير، وكانت تبصر الشَّعْرة البيضاء في اللبن (٢).

أبله من باقِل، هو رجل من ثَعْلبة (٣)، اشترى ظَبياً بأحد عشر دِرْهماً، فقيل له: بكم اشتريتَه؟ ففتح كفّيه وفرَّق أصابعَه، وأخرج لسانه، يشير بذلك إلى أحد عشر درهماً، فانْفلتَ الظَّبيُ، فضربوا به المثل في العِيِّ، قال حُمَيْد يهجو ضيفاً له: [من الطَّويل]

أتانا وما داناه سَحْبانُ وائلٍ … بَياناً وعِلْماً بالذي هو قائلُ

فما زال عنه اللَّقْمُ حتَّى كأنه … من العِيِّ لما أن تكلَّمَ باقِلُ

وقال ابن الكلبيّ: لمّا نَسبوه إلى العِيّ قال: [من المتقارب]

يَلومون في حُمقِه باقِلاً … كأنّ الحَماقَةَ لم تُخْلَقِ

فلا تُنكِروا العِيَّ في فِعله … فلَلْعِيُّ أَجْمَلُ بالأَمْوقِ

خُروجُ اللّسانِ وفَتْحُ البَنانِ … أَحبُّ إليَّ من المَنطِقِ (٤)

وقال أبو العلاء المَعَري: [من الطَّويل]

إذا سَفّه الطَّائيَّ بالبُخلِ مادِرٌ … وعَيَّر قُسّاً بالفَصاحةِ باقِلُ

وقال السُّها للشّمس أنت خَفيَّة … وقال الدُّجى للصُّبح لَونُكَ حائلُ

فيا مَوتُ زُرْ إن الحياةَ ذَميمةٌ … ويا نفسُ جِدِّي إنَ دَهرَك هازِلُ (٥)

أسرعُ من نكاح أمِّ خارجة، وهي عَمْرة بنت سعد بن عبد الله بن قُداد بن ثَعْلبة، كانوا يقولون لها: خِطبٌ، فتقول: نِكْحٌ، وخارجةُ ابنها لا يعلم ممّن هو، ويُقال: هو خارجة بن بَكْر بن يَشْكُر بن عَدْوان، وَلَدت أمُّ خارجة لبَكْر بن عبد مناة الدُّئِل، وهو:


(١) الدرة ١/ ٨٦، وجمهرة الأمثال ١/ ٢٤٦ و ٢/ ١٦، ومجمع الأمثال ١/ ١١١، والمستقصى ١/ ١٣.
(٢) الدرة ١/ ٧٩، والعقد ٣/ ٧١، والجمهرة ١/ ٢٤١، والمجمع ١/ ١١٤، والمستقصى ١/ ١٨.
(٣) كذا ذكر، والذي في المصادر أنَّه من إياد من بني مازن، ورواية المثل: أعيا، لا أبله، انظر أمثال أبي عبيد ٣٦٨، والدرة ٣١١، والعقد ٣/ ٧٠، والجمهرة ٢/ ٧٢، والمجمع ٢/ ٤٣، والمستقصى ١/ ٢٥٦، وفصل المقال ٤٩٦، والوسيط ١/ ٧١.
(٤) المستقصى ١/ ٢٥٦.
(٥) شروح سقط الزند ٢/ ٥٣٣ - ٥٣٨، الطَّائي: هو حاتم، السُّها: كوكب خفي.