للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها: الرَّبْوَة، كان عيسى وأمه يأويان إليها، ومنه قوله تعالى: ﴿وَآوَينَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾ [المؤمنون: ٥٠].

ومنها: قاسِيُون، وسنذكره في الجبال.

وبظاهر دمشق أماكن مباركة، منها: مقبرة باب الفَرادِيس، كان كعب الأحبار يقول: يبعث الله منها سبعين ألف شهيد، يشفعون في سبعين ألف إنسان (١).

وقال كعب: بِطَرَسُوس عشرة من قبور الأنبياء، وبالمَصِّميصَة خمسة، وبأَنْطاكِيَة قبر حبيب النجار، وبِحِمْصَ ثلاثون نبيًّا، وبدمشق خمس مئة، وبالسواحل ألف نبي، وببيت المقدس ألف نبي، وبالعَرِيش عَشرة.

وروى مكحول عن ابن عباس قال: من أراد أن ينظرَ إلى قبور الأنبياء فعليه بالشام (٢).

قلت: وقد ذكر أبو القاسم ابن عساكر آثارًا في أماكن بظاهر دمشق، منها:

قرية بَرْزَة، فروى بإسناده إلى ابن عباس: قال: ولد إبراهيم في غوطة دمشق، بقرية يقال لها: بَرْزَة، في جبل يقال له: قاسِيون (٣). ثم ذكر بعده: أن إبراهيم قدم إلى الشام، وجاهدَ ملك النَّبَط، وجاءَ فصلَّى في المقام (٤).

قلت: لا خلاف بين علماء السير أن إبراهيم ولد بالعراق، ما اختلف فيه اثنان (٥).

ثم روى بعد هذا: أن جبل بَرْزَة هو الذي رأى منه إبراهيم الكواكب، وقال: هذا ربي وهذا تناقض، ثم قال: والشقُّ الذي في المسجد هو الذي اختبأ فيه إبراهيم من نُمرود (٦)، ثم روى بعد هذا حديثًا عن النبي ، أنه قال: "وبالغوطة جبلٌ يقال له:


(١) أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" ١/ ٣٦٦.
(٢) أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" ١/ ٣٦٦.
(٣) "تاريخ دمشق" ١/ ٣٣١.
(٤) "تاريخ دمشق" ١/ ٣٣٢.
(٥) وسيذكر المصنف الاختلاف فيه عند مولده ، وقد نص ابن عساكر في "تاريخه" ٢/ ٣١٣ على ما اعتمده المصنف أنه ولد بالعراق.
(٦) "تاريخ دمشق" ١/ ٣٣٢.