للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أظهر دينَ النصرانية، لما نذكر، قالوا: ولها سبعة أسوار، وسُمك سورها الكبير أحد وعشرون ذراعًا، وفيه مئة باب، وسمك فصيلها (١) الصغير عشرة أذرع، وهي على خليج يصبُّ في البحر الرومي، وهي متصلة ببلاد رُومِيَة والأندلس، لما نذكر في باب البحار.

وقد جاء في ذكرها (٢)، قال مسلم بإسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "سمعتُم بمدينةٍ جانبٌ منها في البرِّ، وجانبٌ منها في البحر"؟ قالوا: نعم، فقال رسول الله : "لا تقومُ الساعةُ حتى يَغزوها سبعونَ ألفًا من ولدِ إسحاقَ، فإذا جاؤوها نزلوا، لم يقاتِلوا بسلاحٍ، ولم يَرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط أحد جانبَيها، ثم يقولون: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط الجانب الآخر، فيقولون الثالثةَ كذلك، فيفرَّج لهم، فيدخلونها فيغنمون ما فيها، فبينما هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخُ: أنَّ الدجّال قد خرج، فيتركون كل شيء ويرجعون". وهذا حديث طويل وفيه أمارات الساعة، وانفرد بإخراجه مسلم (٣). وقال ثور بن يزيد: هي القسطنطينية.

قال أحمد بإسناده إلى أبي قَبيل قال: كنا عند عمرو بن العاص وسئل: أيُّ المدينتَين تُفتح أولًا: قسطنطينية أو رومِيَة؟ فقال: قال رسول الله : "مدينة هرقل" يعني القُسطنطينية (٤).

قال: ومنها مدينة رومِيَة. ذكر ابن خُرْداذْبُه في كتاب "المسالك والممالك": أن طولها من الباب الغربي إلى الباب الشرقي ثمانية وعشرون ميلًا، ولها سوران من حجارة بينهما مقدار ستين ذراعًا فضاء، سمك السور الأول اثنان وسبعون ذراعًا، وسمك الثاني اثنان وأربعون ذراعًا، وبين السورين نهرٌ مُغطًّى ببلاطٍ من نحاس، طولُ كلِّ بلاطةٍ سبعة وأربعون ذراعًا.


(١) الفصيل: حائط قصير دون سور المدينة والحصن "الصحاح": (فصل).
(٢) بعدها في "كنز الدرر" ١/ ١٢١: "حديث".
(٣) مسلم (٢٩٢٠).
(٤) أحمد في "مسنده" (٦٦٤٥).