قَومٌ أبُوهم سنانٌ حين تَنْسِبُهم … طَابُوا وطَابَ منَ الأَولادِ ما وَلَدُوا
لو كانَ يَقْعُد فوقَ الشَّمسِ مِن كَرَمٍ … قومٌ بأوَّلهم أومجدِهم قَعَدُوا
محسَّدون على ما كان من نِعمٍ … لا ينزع الله عنهم ما له حُسدوا
وفي هَرِمٍ يقول زهير وفي أهل بيته، ويصف ما فيه من أبيات: [من البسيط]
حَتى دَفعْنَ إلى حُلْوٍ شمائلُه … كالغيث يَنبت في آثاره الوَرَقُ
من أهل بيتٍ بَرى ذو العرش فَضلَهم … يُبنى لهم في جنانِ الخُلْدِ مُرْتَفَقُ
المطعمين إذا ما أَزْمَةٌ أَزِمَت … والطيِّبين ثيابًا كما عَرِقوا
كأنَّ آخرهم في المجد أولهم … إن الشمائلَ والأخلاقَ تَتَّفِقُ
إن فوخروا فَخَروا أو طوعنوا طَعَنوا … أو نوضلوا نَضَلوا أو سوبقوا سَبَقوا
وفيه يقول زهير أيضًا: [من الطويل]
وأبيضَ فيَّاضٍ يداه غَمامةٌ … على مُعْتَفيه ما تُغِبُّ نَوافِلُهُ
تراه إذا ما جئتَه مُتَهلِّلًا … كأنك تُعطيه الذي أنت سائلُهْ
أخذه أبو تمام فقال: [من الطويل]
ولو لم يكن في كفِّه غيرُ نفسِه … لجاد بها فليتَّقِ اللهَ سائلُهْ
وقال زهير منها: [من الطويل]
أخو ثقة لا يُذهِبُ الخمرُ ماله … ولكنه قد يُذهِب المال نائِلُهْ
أخذه أبو نواس فقال: [من الطويل]
فتى لا تَلوكُ الخَمْرُ شَحْمَةَ مالِه … ولكن أيادٍ عُوَّدٌ وبَوادِ
وأما كعب بن مامة الإيادي، فإنه رافق رجلًا من بني سعد في مفازة ومعهما ماءٌ يسير فعطشا، فآثر كعبُ بنُ مامة السعديَّ ومات عطشًا، ونجا السعديُّ. وهذا أبلغ ما يوصف من الجود؛ لأنَّ حاتمًا وغيره آثروا بالمال، وكعب آثر بالروح.
وفي كعب وحاتم (١) يقول أبو تمام الطائي: [من الكامل]
كعبٌ وحاتمٌ اللذان تقاسما … خُطَط العُلى من طارفٍ وتَليدِ
(١) في (خ) و (ك): كعب بن حاتم، وهو خطأ.