للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأعمال، ولقد أَفِكَ قوم كذبوك وظاهروا عليك، وهذا هانئ بن قبيصة شيخنا وصاحب رأينا (١)، فقال هانئ: سوف ننظر في هذا الأمر. وقال المثنى بن حارثة، صاحب حزمهم (٢): قد سمعنا ما قلت يا أخا قريش، ولكن نحن نُزولُ حَدِّ اليمامة -أي مستنقع الماء-، فما كان منها مما يلي كسرى، فذنب صاحبها غير مغفور، وعذره غير مقبول، وقد أخذ كسرى علينا العهود أن لا نأوي مُحْدِثًا، ولا نُخدِث حدثًا، والذي تدعو إليه تكرهه الملوك، فإن شئت آويناك ونصرناك على من يلي مياه العرب فعلنا.

فقال رسول الله : "إما أسأتم الردَّ إذًا، إنَّ دِينَ الله لن يَنْصُره إلَّا مَن أحاطَه مِن جميعِ جَوَانِبِه، أرأيتم إن لَم تَلْبَثوا إلا قليلًا حتى يُورِثَكُمُ الله أرْضَهم ودِيارَهُم وأَمْوالهم ويُفرِشَكُم نِساءَهُم، أَفَتُسبحون الله وتُقدِّسُونَه". فقال النعمان بن شريك: اللهمَّ لك ذاك. ثم قرأ رسول الله : ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ [الأحزاب: ٤٥، ٤٦]. قال: فما برحنا حتى بايعوا رسول الله .

* * *


(١) في المصادر الآتية: "ديننا".
(٢) كذا جاءت هذه الكلمة في النسخ، ولعلها "حربهم" ففي "المنتظم" ٣/ ٢١ - ٢٥ و"الدلائل" ٢/ ٤٢٢ - ٤٢٧: وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا.