للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جبل دُنْباوَنْد: وهو بالمشرق ببلاد طبرستان، يُرى من مئة فرسخ، لارتفاعه وذهابه في الجوِّ، ويرتفع من أعاليه دخان، والثلوجُ تترادف عليه، ويخرج من أسفله نهر عظيم أصفر كبريتي ذهبي اللون، ومسافة صعود هذا الجبل ثلاثة أيام ولياليها، ورأسه مُدوَّر مقدار ألف ذراع، يُرى من أسفله مثل القبة المخروطة، وفي أعلاه رمل أحمر تغوص فيه الأقدام، ولا يصل إليه شيء من الوحوش والطيور، لشدة الرياح به والبرد، وفي أعاليه ثلاثون نَقْبًا يخرج منها الدخان العظيم، يُسمع لخروجه دويٌّ شديد مثل الرعد، وذلك صوت تلهُّب النار في باطنه، وفي رأسه الكبريت الأحمر الذي يُعمل منه الكيمياء على ما قالوا، وبين هذا الجبل وَطَبرِسْتان عشرون فرسخًا، ويقال: إن الضحَّاك محبوسٌ فيه لما نذكر في سيرة الضحاك (١).

دمان ووَرِقان (٢): جبلان مشهوران بالحجاز، وهما شامخان أسودان، وفيهما أنواع الثمر والسُّمَّاق والرُّمَّان والقَرَظ، وهما لمُزَينة، وهم قوم صدق.

رأس الجُمْجُمَة: وهو جبل عظيم، أوله باليمن من ناحية الشِّحْرِ والأحقاف، ويمتد في البحر إلى الهند، ومنه تطلق المراكب من بحر فارس، ويمتد إلى المشرق، ولا يُدرى أين غايته في البحر.

رَحْرَحان: قال الجوهري: هو قريب من عُكاظ (٣).

رَضْوَى: من جِبال تِهامَة، بينه وبين المدينة سبع مراحل، وهو من اليَنْبُع على يوم، قال الجوهري: وهو من جبال المدينة، والنسبة إليه رَضَوي (٤).

وهذا الجبل تزعم الكَيسانيَّة أن فيه محمد بن الحنفية، وأنه دخل في شِعب من شعابه ومعه أصحابه، وهم فيه أحياء يُرزقون. وسنذكره في ترجمة محمد بن الحنفية.

وقال قُدامة بن جعفر الكاتب: وبحذاء رَضْوَى جبل يقال له: عَزْوَر، يضاهي


= ١/ ٥١٢: "أقبَلْنَ من جنْبَي فِتاخ وإضَمْ".
(١) ستأتي قصته في الصفحة ٣٣٧.
(٢) في (ل): ودورقان، والمثبت من (ط) ومعجم البلدان.
(٣) في (ل): وحرجان، والمثبت من (ط) و"الصحاح": (رحح). وجاء بعد هذا الكلام في "كنز الدرر" ١/ ١٣٣: "ومنه يوم حرب كان لبني عامر علي بني تميم، وهو من أيام العرب المشهورة".
(٤) "الصحاح": (رضي).