للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما من الأوس: فعُويم بن ساعدة، وأبو الهيثم بن التيهان (١)، قاله الواقدي.

والثاني: أنهم كانوا ستة، ذكره ابن إسحاق، وقال: لما أراد الله إظهار الإسلام، خرج رسول الله إلى الموسم، فصادف جماعة من الأنصار، فقرأ عليهم القرآن، ودعاهم إلى الإسلام، فقال بعضهم لبعض: ويحكم، هذا والله النبي المبعوث الذي وعدكم به اليهود، فلا يسبقْكم إليه أحد، فأجابوه. وكانوا ستة: أسعد بن زُرارة، وعوف بن مالك، وهو ابن عفراء، ورافع بن مالك بن العجلان، وقُطبة بن عامر بن حَديدة، وعقبة بن عامر بن نابي، وجابر بن عبد الله بن رِئاب (٢).

وقال الواقدي: الثابت عندنا، أنه لم يسلم أحد قبل هؤلاء، وواعدوه على أن يأتوا العام القابل، وبايعوه على الإيمان بالله ولوازِمه، ولم يبايعوه على الحرب لأعدائه.

وقال عبادة بن الصامت: بايعناه عند العقبة، بيعة النساء (٣). يعني من غير ذكر الحرب والنَّضر.

وحكى الواقدي: أن النبي قال: "أبايعكم على أن تمنعوا ظهري حتى أُبَلِّغَ رسالاتِ ربي". قالوا: يا رسول الله، نحن أعداءٌ مُتباغِضون، وإنما كانت وقعة بعاث عام أول، فإن تَقْدُمْ علينا ونحن على ذلك، لا يكون لنا عليك اجتماع، فدَعنا نرجع إلى أهالينا وعشائرنا لعل الله أن يصلح ذاتَ بَينِنا، وموعدك العام القابل، فبايعوه على أن لا يشركوا بالله شيئًا.

قال عبادة: ولا نسرق ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، فإن وفوا بذلك فلهم الجنة، كان غَشَوْا شيئًا فَأمرهم إلى الله، إن شاء غفر لهم، وإن شاء عذَّبهم، ثم انصرفوا إلى المدينة، وبعث معهم مصعب بن عمير يُقرئهم القُرآن ويُفقِّهُهُم في الدين، وفشا الإسلام في المدينة، فلم يبق فيها دار إلا وفيها ذكر لرسول ، وكان مصعب قد نزل على أسعد بن زرارة، وكان يسمى المُقْرئ، فقال سعد بن معاذ لأُسَيد بن حُضَير: ائت أسعد بن زرارة فأخّره عنا، فقد بلغني أنه جاء بهذا الرجل الغريب معه يُسَفِّه سفهاءنا،


(١) انظر "السيرة" ٢/ ٥٦ - ٥٧، و"الطبقات الكبرى" ١/ ١٨٧، و"المنتظم" ٣/ ٣٢ - ٣٣.
(٢) انظر "السيرة" لابن هشام ٢/ ٥٤ - ٥٥.
(٣) انظر "السيرة" لابن هشام ٢/ ٥٧، و"الطبقات الكبرى" ١/ ١٨٧، و"دلائل النبوة" للبيهقي ٢/ ٤٣٦.