للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابنَ عمرو، ونقيبُ بني زريق: رافع بن مالك بن العَجْلان، ونقيبُ بني الحارث بن الخزرج: عبد الله بن رواحة وسعد بن الربيع، ونقيبُ القواقل: عبادة بن الصامت، ونقيبُ الأوس: أُسَيد بن حُضَير وأبو الهيثم بن التَّيهان، ونقيب بني عوف: سعد بن خيثمة (١).

قال مقاتل: وإنما قصدَ رسول الله أن يضبطهم بالنقباء كما فعل موسى ببني إسرائيل في قوله تعالى: ﴿وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَي عَشَرَ نَقِيبًا وَقَال اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ﴾ [المائدة: ١٢] الآية.

ولما بايع القوم صرخ الشيطان من رأس العقبة بأبعد صوت سُمِع قط: يا أهْلَ الأخاشب، هل لكم في مُذَمَّم والصُّباة معه، فإنهم قد اجتمعوا على حربكم، فقال رسول الله : "ندعو الله يا أزَبَّ العقبة (٢)، ما تقول؟ والله لأَتَفرَّغَنَّ لك" ثم قال رسول الله : "ارفَضوا إلى رِحَالِكُم". فقال له العباس بن عُبادة بن نَضلة: يا رسول الله، إن شئت مِلْنا بأسيافنا على أهل منى -وكانوا مئة رجل-، وإنما لقي رسولَ الله منهم سبعون، فقال رسول الله : "لا حاجة لي بذلك، ارجعوا". فانصرفوا إلى رحالهم.

ولما أصبح القوم غدا عليهم جلَّةُ قريش وأشرافُهم وقالوا: قد بلغنا أنكم جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا، وتبايعونه على حربنا، وإنه والله ما من حي من العرب أبغض إلينا من أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم. وانبعث رجال من الأنصار -لم يحضروا البيعة- يحلفون لقريش بالله ما كان من هذا شيء، والذين شهدوا العقبة ينظر بعضهم إلى بعض، وقال عبد الله بن أُبَيِّ بن سلول- وكان في الرحال ولم يشهد البيعة-: ما كان لقومي أن يَفْتاتوا عليَّ بمثل هذا حتى يُؤامِروني، وإن هذا الأمر جَسيمٌ.

ثم تفرقوا، ولما انفصلت الأنصار عن منى، تقدم البراء بن معرور إلى بطن يَأجَج وتلاحق به أصحابه المسلمون، وصح عند قريش الحديث، فخرجوا في طلبهم، فأدركوا سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو بالحاجر وكلاهما نقيبان، فأما المنذر فإنه


(١) انظر "السيرة" لابن هشام ٢/ ٦٥، و"الطبقات الكبرى" ١/ ١٨٩، و"دلائل النبوة" ٢/ ٤٤٢ - ٤٤٩.
(٢) في النسخ: "الكعبة" والمثبت من المصادر، انظر الحاشية السابقة.