للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رمضان، وقيل: في شوال، وهو الأصح.

وفي مسلم: أنها كانت تستحب أن تدخل نساءها في شوال، فقيل لها في ذلك، فقالت: وهل تزوجني رسول الله إلا في شوال، وهل دخل بي إلا في شوال، وأي نسائه كان عنده أحظى مني؟ (١)

قال أبو عاصم: إنما كره الناس أن يدخلوا النساء في شوال لطاعون وقع فيه في الجاهلية (٢)، فخالفتهم عائشة في ذلك، وأدخلت نساءها في شوال.

قالت عائشة : تزوجني رسول الله وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج، فوعكت فتمزَّق شعري فوفى جُمَيمَةً، فأتتني أمي أم رُومان، وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي، فصرخَتْ بي فأَتَيتُها، والله ما أدري ما تريد مني، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار، وإني لأَنْهَجُ حتى سكن بعض نَفَسِي، ثم أَخَذَتْ شيئًا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار فإذا نِسْوَة من الأنصار في البيت، فقلن: على الخير والبركة، وعلى خير طائر. فأسلمتني إليهن، فأَصْلَحْنَ شأني فلم يَرُعْني إلا رسولُ الله ، فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين، فقلت: هه هه، وكنت ألعب بالبنات مع الجواري، فيدخل علي فينقمعن منه صواحبي، فيخرج فيُسَرِّبهنَّ إليَّ أو عليَّ. متفق عليه (٣).

وقالت عائشة : دخل عليَّ رسول الله وأنا ألعب بالبنات، فقال: "ما هذه"؟ قلت: خيل سليمان ، فضحك رسول الله (٤).

وفيها: زيدَ في صلاة الحضر ركعتين، فصارت أربعًا أربعًا وذلك بعد قدوم رسول الله المدينة بشهر في ربيع الآخر (٥).

وفيها: ولد النعمان بن بشير، وهو أول مولود ولد للأنصار بعد الهجرة (٦).


(١) صحيح مسلم (١٤٢٣).
(٢) انظر "الطبقات الكبرى" ١٠/ ٦١.
(٣) أخرجه البخاري (٣٨٩٤)، ومسلم (١٤٢٢).
(٤) أخرجه بهذا اللفظ ابن سعد في الطبقات ٨/ ٦٢، وأخرجه مطولًا أبو داود (٤٩٣٢).
(٥) انظر "تاريخ الطبري" ٢/ ٤٠٠.
(٦) انظر "تاريخ الطبري" ٢/ ٤٠١.