للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها: كانت غزاة وَدَّان (١).

وفيها: كانت سرية زيد بن حارثة إلى القَرَدَة (٢) -اسم ماء بنجدٍ - في جمادى الآخرة، وهي أول غَزاةٍ خرج فيها زيد بن حارثة، وكان في العِير أبو سفيان بن حرب، وقد استأجر فُرات بن حَيَّان من بكر بن وائل يدلُّهم على الطريق إلى العراق، فوافاهم زَيدٌ وَهُمْ على ذلك الماء، فاستاق العير، وهرب أبو سفيان والرجال، وأسرَ زيدٌ صفوانَ بن أمية وفُراتَ بن حَيَّان، فهرب صفوان، وأطلق رسول الله فُراتًا دليلَهم، وكان الخُمْسُ عشرين ألفًا، وقسم رسول الله الأربعة أخماس بين السرية.

وفيها: ولد الحسن بن علي (٣).

[عن علي قال:] لما وُلد الحسن سميته: حَرْبًا، فجاء رسول الله فقال: "أَرُوني ابنِي، ما سمَّيتَ ابني"؟ قلت: حربًا. قال: "لا، بَل هو حَسَن". فلما ولد الحسين سميته: حربًا، فجاء رسول الله فقال: "أَرُوني ابني ما سمَّيتَه"؟ قلت: حربًا. قال: "لا، بَل هو حُسَين". فلما ولد الثالث سميته: حربًا، فقال رسول الله : "أَرُوني ابني ما سمَّيتُموه"؟ فقلت: حربًا. فقال: "بل مُحَسِّن"، ثم قال رسول الله : "سَمَّيتُهم بأسماءِ ولدِ هارونَ: شَبَّر وشَبِير ومُشَبِّر (٤).

وذكر الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه في "الفضائل": عن علي كرم الله وجهه قال: لما ولد الحسن سميته باسم عمي حمزة، ولما ولد الحسين سميته باسم أخي جعفر، فدعاني رسول الله فقال: "يا أبا تُراب، إنَّ الله أَمَرني أنْ أُغَيِّر اسمَ هذينِ الغُلامَينِ" (٥). فسماهما حسنًا وحسينًا.

وعقَّ رسول الله عن الحسن والحسين بشاتين (٦).


(١) وهي غزوة الأبواء نفسها، تقدم ذكرها ضمن حوادث السنة الثانية، وهي أولى غزواته .
(٢) انظر "السيرة" ٣/ ٧، و"المغازي" ١/ ١٩٧، و"الطبقات الكبرى" ٢/ ٣٢، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٤٩٢، و"المنتظم" ٣/ ١٦٠، و"البداية والنهاية"٤/ ٥.
(٣) انظر "تاريخ الطبري"٢/ ٥٣٧، و"المنتظم" ٣/ ١٦١.
(٤) أخرجه أحمد في "مسنده" (٧٦٩) وما بين حاصرتين زيادة منه.
(٥) "فضائل الصحابة" (١٢١٩)، وهو في "المسند" (١٣٧٠).
(٦) أخرجه أبو داود (٢٨٤١)، والنسائي (٤٢٣٠)، وفي "الكبرى" (٤٥٣١) من حديث ابن عباس ، وأخرجه أحمد (٢٣٠٠١) من حديث بريدة .