للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أوس بن المنذر الأنصاري.

إياس بن أوس بن عتيك، أوسي، قتله ضرار بن الخطاب وكان ضرار يقول: زَوَّجت عشرةً من أصحاب محمد يوم أحد بالحور العين، وكان فارسَ قريش وشاعرها، والتقى في ذلك اليوم عمر بن الخطاب فضربه بالقناة، ثم رفعها عنه وقال: ما كنت لأقتلك يا ابن الخطاب (١)، ثم منَّ الله على ضرار فأسلم وحسن إسلامه.

ثابت بنُ الدَّحْداح بن نُعَيم الأنصاري من بني عمرو بن عوف، من الطبقة الأولى أو الثانية من الأنصار، وكنيته: أبو الدَّحْداح. قال يوم أحد والمسلمون متفرقون: يا معاشر الأنصار، ألا إن كان محمد قد قتل فَرَبُّ محمدٍ حيٌّ لا يموت، قاتلوا عن دينكم. فنهض إليه نفر من الأنصار وقد وقفت له كتيبة خشناء فيها خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعكرمة بن أبي جهل، فجعل يحمل عليهم يمينًا وشمالًا، فحمل عليه خالد بن الوليد [بالرمح] فأنفذه فسقط ميتًا ومن كان معه (٢).

وقيل: إنه جُرح يوم أحد، وبرئ من جِراحته، ومات على فراشه من جرح كان أصابه، ثم انتقض عليه مَرْجِعَ رسول الله من الحديبية. ولم يكن لثابت غير ابن أخته وهو أبو لُبابة بن عبد المنذر، فأعطاه رسول الله ميراثه (٣).

وهذا ثابت الذي أقرض ربَّه حائطه. قال زيد بن أسلم: لما نزل قوله تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا)﴾ [البقرة: ٢٤٥] الآية، قال أبو الدحداح: يا رسول الله، فداك أبي وأمي إن الله يستقرض منا وهو غني عن القرض؟ قال: "نعم، يريد أن يُدخلكم به الجنة". قال: فإني قد أقرضتُ لربي ﷿ قرضًا تضمن لي به الجنة؟ قال: "نعم، مَن تصدق بصدقة فله مثلها في الجنة". قال: وزوجتي أم الدحداح معي؟ قال: "نعم". قال: وصبيتي الدحداحة معي؟ قال: "نعم". قال: ناولني يدك. فناوله رسول الله يده، فقال: إن لي حديقتين إحداهما بالسافلة والأخرى بالعالية، والله لا


(١) "الطبقات الكبرى" ٦/ ١٣٥ - ١٣٦.
(٢) "المغازي" ١/ ٢٨١، و"الطبقات الكبرى" ٤/ ٢٩٧ - ٢٩٨.
(٣) "الطبقات الكبرى" ٤/ ٢٩٨.