للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رَبُّكُم قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "قال أَصبَحَ من عبادي مُؤمِنٌ بي كافِرٌ بالكَوكَبِ، مُؤمِنٌ بالكَوْكَبِ كافِرٌ بي، فأمَّا مَن قالَ: مُطِرْنا بِنَوءِ كَذا وكَذا فذلِكَ كافِرٌ بي مُؤمِنٌ بالكَوْكَبِ، ومَن قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب" (١). ولمسلم بمعناه، وفيه: فنزل قوله تعالى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥)(٢).

"السماء": المطر، لأنه يأتي من السماء فنسب إليها.

و"الأنواء": ثمانية وعشرون نوءًا، أي: نجمًا معروفة، فكانت العرب تنسب إليها المطر.

* * *

وفيها: بعث رسول الله الرسلَ، قال ابن عباس: بعث رسول الله ستةَ نفر في ذي الحجة عند مرجعه من الحديبية مصطحبين: حاطب بن أبي بلتعة اللخمي إلى المقَوْقِس، وشجاع بن وهب الأسدي إلى الحارث بن أبي شَمِر الغساني صاحب دمشق، ودِحْيَة بن خليفة الكلبي إلى قيصر، وسَليط بن عمرو العامري إلى هَوْذَة بن علي الحنفي، وعبد الله بن حُذافة السَّهمي إلى كسرى، وعمرو بن أمية الضَّمْري إلى النجاشي (٣).

قال عكرمة: وكان كل رسول يتكلم بلسان القوم الذي أرسل إليهم. وقيل: إنهم خرجوا أول المحرم سنة سبع من الهجرة.

قال الواقدي: لما كتب الكتب قيل له: إنهم لا يقرؤون كتابًا إلا مختومًا، فاتخذ الخاتم من فضة وفصه منه.

قال ابن سعد: فقيل لأبي العالية: ما كان نقشه؟ قال: صدق الله. وإنما الخلفاء


(١) أخرجه البخاري (٨٤٦)، ومسلم (٧١)، واللفظ لأحمد في "مسنده" (١٧٠٦١).
(٢) أخرجه مسلم (٧٣) من حديث ابن عباس ، ولفظه: "أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء "كذا وكذا" قال: فنزلت هذه الآية ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥)﴾ حتى بلغ ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢)﴾.
(٣) انظر "الطبقات الكبرى" ١/ ٢٢٢، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٦٤٤. وانظر "السيرة" ٢/ ٦٠٦ - ٦٠٧.