للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله بخمسة عشر صاعًا، ونزل قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِنْ نِسَائِهِمْ﴾ [المجادلة: ٢] الآية (١).

قال الزهري: كان الظهار طلاقًا في الجاهلية، فنقل الشرع أصله، ونقل حكمه إلى تحريم مؤقت بالكفارة. وكذا الإيلاء.

وخولة هذه هي التي مرَّ بها عمر بن الخطاب بعد ما ولي الخلافة ومعه الجارود العبدي فسلَّم عليها، فقالت له: إيهًا يا عمر، عهدتك بالأمس في سوق عكاظ تدعى عُميرًا تَزَع الصبيان بعصاك، ثم لم تذهب الأيام والليالي حتى سميت عمر، ثم لم تذهب الأيام والليالي حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية، واعلم أن من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ومن حذر الموت خشي الفوت. فبكى عمر، فقال لها الجارود: لقد أغلظت لأمير المؤمنين، فقال له عمر: مه، دعها، أما تعرفها؟ هذه خولةُ التي سمع الله كلامها من فوق سبع سماواته، فعمر أولى أن يسمع كلامها (٢).

* * *

وفيها: سابق رسول الله بناقته العضباء وهو اسمها، فَسُبِقَتْ.

قال أنس: كانت ناقة رسول الله تُسمَّى العضباء، وكانت لا تكاد تُسْبَقُ، فجاء أعرابي على قعود فسبقها، فشق ذلك على المسلمين، حتى عرف رسول الله ذلك في وجوههم وقالوا: يا رسول الله سُبقت العضباء، فقال: "حقٌّ على اللهِ أنْ لا يرفعَ شيئًا من الدُّنيا إلَّا وَضَعه". أخرجه البخاري (٣). وفي رواية: أن لا يُرْفَعَ شيءٌ من الدنيا … وذكره (٤).

* * *


(١) تفسير الثعلبي ٦/ ١٢٥ - ١٢٦.
(٢) أخرج الخبر ابن شبة في "أخبار المدينة" (٧٦٠).
(٣) أخرجه البخاري (٢٨٧٢).
(٤) أخرجها النسائي في "الكبرى" (٤٤١٧).