للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"إنه لَجاهِدٌ مُجاهِدٌ، قلَّ عَرَبيٌّ مشى بها مثلَهُ" (١).

وفي رواية: إن أصحاب رسول الله شكُّوا فيه وقالوا: رجل مات بسلاحه، وقال سلمةُ: يا رسول الله إن قومًا ليهابون الصلاة عليه، فقال: "كذبوا" (٢) وذَكَرَهُ. متفق عليه.

ومعنى يهابون الصلاة عليه: أي الدعاء له، ومعنى يسفُل: أي يَخْطُرُ يده إلى أسفل.

وروى ابن سعد: أن النبي قال: إن عامرًا يعوم في الجنة عوم الدُّعْمُوصِ (٣). وهو دُويبةٌ تغوص في الماء.

محمودُ بنُ مَسْلَمةَ بن سلمة بن خالد، حليف بني عبد الأشهل، من الطبقة الثانية من الأنصار، وأمه خُليدَةُ بنت أبي عُبَيْدٍ، شهد أُحُدًا والخندقَ والحديبية، ألقت عليه امرأة (٤) بخيبر رحًى قَسَمَتِ البَيْضَةَ على رأسه فمات، فَقُبِرَ هو وعامر بن الأكوع في قبرٍ واحدٍ لأنهما قُتِلا في يوم واحد، وقبرهما في غارٍ بالرَّجيع، وله رؤية ورِوايةٌ. وفي ذلك اليوم قُتِلَ مَرحَب.

النعمانُ بنُ ثابت بن النعمانِ بن أُمية بن البُرَك وهو امرؤ القيس، وكُنْيةُ النعمان: أَبو ضَيَّاح - بضاد معجمة [وياءٍ] مشدَّدة وحاء مهملة - شهد بدرًا وأحدًا والخندقَ والحديبيةَ وخيبرَ وقُتِلَ بها شهيدًا، ضَربه رجلٌ منهم بسهم فأطَنَّ قِحْفَ رأسه، وليس له عَقِبٌ.

* * *

قال الواقدي: قُتِلَ من المسلمين في غزاة خَيبر ستةَ عَشَرَ رجلًا، ذكرنا أعيانهم، ومن اليهود سبعون رجلًا (٥). منهم الحارث - أبو زينب التي سَمَّت رسولَ الله ومرحبٌ وياسرٌ وأُسَيْرٌ وكِنانةُ بن أبي الحُقَيْقِ، وغيرُهم.


(١) أخرجه البخاري (٦١٤٨)، ومسلم (١٨٠٢).
(٢) هي رواية لمسلم (١٨٠٢) (١٢٤).
(٣) "الطبقات" ٥/ ٢٠٩.
(٤) في "الطبقات" ٤/ ٢٤٧: أن مرحب اليهودي هو الذي ألقى عليه الحجر.
(٥) "المغازي" ٢/ ٧٠٠ وعنده: خمسة عشر من المسلمين، وثلاثة وتسعون رجلًا من اليهود.