للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غَداةَ [مضوا] بالمؤمنين يقودُهم … إلى الموت مَيْمونُ النقيبةِ أَزْهَرُ

أَغَرُّ كضَوْءِ البدر من آل هاشمٍ … أَبيٌّ شريف القدر يَقْظانُ أَحْورُ (١)

وليس لابن رواحة عَقِبٌ، وقد روى الحديث فأخرج له البخاري حديثًا موقوفًا (٢).

وعن عبد الله بن رواحة أنه قدم من سفرٍ ليلًا فتعجل إلى امرأته، فإذا في بيته مصباح، وإذا مع امرأته صبي، فأخذ السيف فقالت امرأته: إليك عني فهذه فلانةُ تُمشطني، فأتى رسول الله فأخبره، فنهى أن يطرق الرجل أهله ليلًا (٣).

وعن عكرمة مولى ابن عباس: أن عبد الله بن رواحة كان مضطجعًا إلى جنب امرأته، فقام وخرج إلى الحُجْرة فواقع جارية له، وانتبهت امرأتُه فلم تره، فخرجت فإذا هو على بطن الجارية، فرجعت وأخذت شَفْرةً وخرجت فلقيها فقال: مهيم؟ فقالت: أما إني لو وجدتُكَ حيث كُنْتَ لَوَجَأْتُك بها فقال: وأين كنتُ؟ فقالت: على بطن الجارية فقال: ما كنت، قالت: بلى، قال: فإن رسول الله نهى أن يقرأ القرآن وهو جُنبٌ، فقالت: فاقرأ فقال: [من الطويل]

أتانا رسول الله يتلو كتابه … كما لاح مشهور من الصبح طالع

أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا … به موقنات أَنَّ ما قال واقع

يبيت يجافي جنبه عن فراشه … إذا استثقلت بالكافرين المضاجعُ

فقالت المرأة: آمنت بالله ورسوله وكذبت بصري، قال: فغدوت إلى النبي وأخبرته فضحك حتى بدت نواجذه (٤).

قال الإمام أحمد رضوان الله عليه: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الحجاج، عن الحكم، عن مِقْسَم، عن ابن عباس قال: بعث رسولُ الله عبدَ الله بنَ رواحة في سَرِيَّةٍ فوافق ذلك يومَ الجمعة فقدَّمَ أصحابه وقال: أَتَخَلَّفُ فأصلي مع رسول الله الجُمُعَة ثم ألحقهم،


(١) الأبيات في السيرة ٢/ ٣٨٤ وما بين معكوفين منها.
(٢) هو حديث الإغماء المتقدم عند المصنف، وانظر "الجمع بين الصحيحين" (٣٠٢٠)، وجاء في النسخ بعد قوله: موقوفًا: "رفعه"، ولم يتضح لنا المراد منه، فأثبتناه هكذا.
(٣) أخرجه أحمد في "مسنده" (١٥٧٣٦).
(٤) أخرجه الدارقطني في "السنن" ١/ ١٢٠، وانظر سير أعلام النبلاء ١/ ١٣٨.