للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فبعث مخرمةَ بنَ نوفل وأَزهر بنَ عبدِ عوف وحُوَيطبَ بنَ عبد العُزّى وسعيد بن يربوع المخزومي فجددوها، ثم كان عثمان بن عفان ] فبعث هؤلاء النفر فجددوها، ثم حج معاوية [فبعثهم فجددوها]، ثم جددها عبد الملك بن مروان (١).

* * *

وفي هذه الغزاةِ تزوجَ رسولُ الله مليكة بنت داود الليثية (٢). وقيل: اسمها عَمْرة بنت كعب، وقيل: إنها كنانية، وأنه دخل بها وماتت عنده (٣).

وقال الزهري: ما تزوج رسولُ الله كِنانية قط، ولا دخل بهذه (٤). وهي التي استعاذت منه، وتزوجها قبل الفتح، وقيل: بعده، وكان أبوها قُتلَ يوم الفتح.

قال البلاذري: كانت حَدَثة جميلة، فجاء إليها بعض أزواج رسول الله فقالت لها: ألا تستَحينَ أن تنكحي قاتلَ أبيك؟ فاشمأزت، وقالت: فكيف أصنع؟ فقالت لها: إذا جاء إليكِ فقولي: أعوذ بالله منك، ففعلت فقال رسول الله : "لقد عذت بمعاذ" وفارقها (٥). والتي قالت لها عائِشةُ رضوان الله عليها.

وقال أبو حصين الهذلي: قَدِمت على رسول الله مكَّةَ امرأةٌ من نساءِ بني سعد بن بكر بِنِحْيٍ مملوءٍ سَمْنًا وجرابٍ فيه أَقِطٌ، فدخلت عليه وهو بالأَبطح، فانتسبت له فعرفها ودعاها إلى الإسلام فأسلمت، فقبل هديتها، وسألها عن حليمة فأخبرته بوفاتها فذرفت عيناه، ثم سألها: "من بقي منهم؟ " فقالت: أخواك وأختاك وهم والله محتاجون إلى بِرَّكَ وصِلَتك، ولقد كان لهم موئِلٌ فذهب، فقال لها رسول الله : "أين أهلُك؟ " فقالت: بذات أَوْطاس، فأمر لها بكسوة وأعطاها حمل ظعينة ومئتي درهم، فانصرفت وهي تقول: نِعْمَ والله المكفول كنت صغيرًا، ونعم المرءُ كبيرًا عظيمَ البركة (٦).


(١) المغازي ٢/ ٨٤٢ وما بين حاصرتين منه.
(٢) رجح ابن حجر أن اسمها مليكة بن كعب. انظر "الإصابة" ٤/ ٤١٠.
(٣) "الطبقات" ١٠/ ١٤٣، و"أنساب الأشراف" ١/ ٥٤٨ - ٥٤٩.
(٤) "الطبقات" ١٠/ ١٤٤.
(٥) "أنساب الأشراف" ١/ ٥٤٨، وقوله : "لقد عذت بمعاذ" إنما قاله لأسماء بنت النعمان بنت الجون الكندية، انظر "أنساب الأشراف" ١/ ٥٤٦.
(٦) "المغازي" ٢/ ٨٦٩.