للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكتب له محمد بن مَسْلَمة، وعبد الله بنُ عبدِ الله بن أبي ابن سَلول، والمغيرة بن شعبة، وجُهيم بن الصلت، ومُعَيقِيب بن أبي فاطمة، وكتب له عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وارتَدَّ عن الإسلام، ولحق بمكَّة، فأباح دمه، ثم أسلم بعد ذلك، وكتب له معاوية بعد الفتحِ، وكان الزبير يكتب أموال الصدقة، وحذيفة بن اليمان يكتب خَرْصَ (١) النخل، والمغيرة بن شُعبة يكتب كُتبَ المعاملات والمداينات، وزيد بن أرقم يكتب جواب كتبِ الملوك، وكتب علي بن أبي طالب رضوان الله عليه كتاب الحديبية، وكتاب أهل نَجران، وكتب له خالد بن سعيد بن العاص كتابًا لأهل وج.

وذكر ابن عباس: أنَّه كان له كاتب يقال له: سجل، وهو المراد بقولِهِ تعالى: ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾ [الأنبياء: ١٠٤] (٢)، وكتبَ له عبد الله بن الأرقم ابن عبد يغوث بن وَهب الزهري، وكان قد أسلم عام الفتح وكان يجيب عن كتب الملوك، وكان إذا كتب كتابًا إلى بعض الملوك لا يقرؤه بل يجبه حفظًا لأمانة رسول الله ، فكان رسول الله يدعو له، وقال يومًا: "اللهمَّ وَفَّقه" (٣) وكان عمر بن الخطاب حاضرًا، فبقي ذلك في قلب عُمر، فلما وليَ، ولَّاه بيت المال لأمانته، وكذا عثمانُ وفرض له ثلاثَ مئة درهم، فردها، وقال: كنت أعملُ لله فلا آخذ عليه أجرًا، وكان عمر يثني عليه، وقيل: إن الذي أعطاه ثلاث مئة درهم عمر، وكتب عبد الله هذا لأبي بكرٍ وعمر، واستعمله على بيت المال عثمان، ثم استعفاه، فأعفاه، وكتب له عبد الله ابن زيد صاحب الأذان، وجهيم بن الصلتِ، والعلاء بن عقبة وغيرهم.

* * *


(١) الخَرصُ: حَزْرُ ما على النخل من الرطب تمرًا. الصحاح: خرص.
(٢) أخرجه أبو داود (٢٩٣٥)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤/ ٣٣٢.
(٣) أخرجه الحاكم ٣/ ٣٧٨ ولفظه: أتى النبيَّ كتاب رجل فقال لعبد الله بن الأرقم: "أجب عني" فكتب جوابه، ثم قرأه عليه فقال: "أصبت وأحسنت، اللهمَّ وفقه". وانظر طبقات ابن سعد ٦/ ٧٣.