كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

ذكر أبواب مرض رسول الله ﷺ - الباب السادس والعشرون: فيما كان يعجبه من الطعام، وما كان يكرهه منه ﷺ - ج: 4 - ص: 330

وأُتي رسولُ الله ﷺ بقِدْرٍ فيه خضراوات من بقولٍ، فوجَدَ ريحًا، فقال لبعضِ أصحابهِ: "كُل فإنَّي أُناجِي مَن لا تُناجي" (١).

وقال ابنُ عباس ﵄: كان رسولُ الله ﷺ عندَ ميمونةَ، وعندَه الفضلُ بنُ عباسٍ، وخالدُ بن الوليد، وامرأةٌ، فأُتي بِخوانٍ عليه خُبز، ولحمُ ضبًّ، فلما ذهبَ رسولُ الله ﷺ ليأكُلَ، قالت له ميمونةُ: يا رسولَ الله، إنه لحمُ ضبًّ، فكفَّ يَده، وقال: "إنَّه لحمٌ لم آكُلْه، ولكن كُلُوا"، فأكَلَ الفضلُ، وخالدٌ، والمرأةُ، وقالت ميمونةُ: لا آكلُ من طعامٍ لم يَأكُل منه رسولُ الله ﷺ (٢).

وكانَ رسولُ الله ﷺ يأكلُ بثلاثِ أصابعَ: الإبهامِ، والسبابةِ، والوسطى، ولا يمسحُ يَدَه حتى يَلْعَقَها، يَبدأ بالوسطى فيلعَقها، ثم بالتي تَلي الإبهامَ، ثم بالإبهامِ (٣).

وقال جابر: قال رسولُ الله ﷺ: "إذا أَكَلَ أَحدُكُم طَعامًا، فلا يَمسحْ يَدَه في المنديلِ حتى يَلْعَقَها أو يُلْعِقَها، فإنّه لا يدري في أيّ طعامٍ البركةُ" انفرد بإخراجه مسلم (٤).

وقال أنس: كان رسولُ الله ﷺ يتنفَّسُ في الإناءِ ثلاثًا، ويقول: "هذا أهْنَأُ، وأَمرَأُ، وأَبرَأُ" أخرجاه في "الصحيحين" (٥).

ونهى رسول الله ﷺ أن يشربَ الرجلُ قائمًا (٦)، وفي رواية: ثم شرِبَ قائمًا (٧).

* * *

---

(١) أخرجه البخاري (٨٥٥)، ومسلم (٥٦٤).
(٢) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٦٨٤).
(٣) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" ١/ ٣٢٨ من حديث كعب بن عجرة، وأخرجه مسلم (٢٠٣٢) مختصرًا.
(٤) مسلم (٢٠٣١) (١٣٤)، واللفظ لأحمد في "مسنده" (١٤٢٢١).
(٥) البخاري (٥٦٣١)، ومسلم (٢٠٢٨)، واللفظ لأحمد في "مسنده" (١٢١٨٦).
(٦) أخرجه مسلم (٢٠٢٤) من حديث أنس.
(٧) أخرجه الضياء في "المختارة" (٢٦٣٥) من حديث أنس أن رسول الله ﷺ شرب قائمًا، وأخرجه البخاري (٥٦١٧)، ومسلم (٢٠٢٧) من حديث ابن عباس ﵄ قال: شرب النبي ﷺ قائمًا من زمزم.