للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الأَغَرُّ المُزَني: قال رسولُ الله : "إنَّه ليُغَانُ على قلبي، وإنِّي لأَستغفِرُ الله كلَّ يومٍ أكثرَ من سبعينَ مرَّةً، وأَتوبُ إليه" (١).

قال ابن عباس : بتُّ عندَ خالتي ميمونةَ زوجِ النبيَّ فاضجَعتُ في عرضِ الوِسادَةِ، واضْطَجعَ رسولُ الله وأهلُه في طولِها، فنامَ رسولُ الله حتى انتَصَفَ الليلُ، أو قبلَه بقليلٍ، أو بعدَه بقليلٍ، استيقظَ رسولُ الله فجعلَ يمسَحُ النومَ بيدِه عن وجهِه، ثم قرأَ العشرَ الآياتِ الخواتمِ من سورةِ آل عمرانَ، ثم قامَ إلى شَنٍّ معلَّق، فتوضَّأَ منه فأحسنَ الوضوءَ، ثم قام فصلَّى، فقمت فصنعتُ مثلَ ما صنَعَ، ثم ذهبتُ فقمتُ إلى جَنبِه فوضَع يدَه اليُمنى على رأسي، وأَخذَ بأُذني اليمنى فَفَتلَها، وصلَّى رَكْعَتين، ثم رَكْعَتين، ثم رَكْعَتَين، ثم رَكْعَتين، ثم رَكْعَتين، ثم رَكْعَتين، ثم أَوترَ، واضْطَجعَ حتى جاءَه المؤذَّنُ، فقامَ فصلَّى رَكْعَتين خَفيفتين، ثم خرجَ فصلَّى الصبحَ، ثم دعا فقال: "اللهمَّ اجْعَلْ في قلبي نُورًا، وفي بَصَري نُورًا، وفي سَمعي نُورًا، وعن يَميني نورًا، وعن شِمالي نورًا، وخلفي نورًا، ومن فوقي نُورًا، ومن تحتي نُورًا، وأَعظِم لي نُورًا" (٢).

وقال حُميد: سُئل أنسُ بن مالكٍ عن صلاةِ رسولِ الله من الليلِ، فقال: ما كنَّا نَشاءُ أن نَراه من الليلِ مصلِّيًا إلَّا رَأيناهُ، وما كنَّا نَشاءُ أن نَراه نائمًا إلاَّ رَأَيناهُ، وكان يصومُ الشَّهرَ حتى نقولُ: لا يُفطِرُ منه شيئًا، ويُفطِرُ حتى نقولَ: لا يَصومُ منه شيئًا (٣).

وقال أبو وائل: قال عبدُ الله بن مسعودٍ : صلَّيتُ مع النبي ذاتَ ليلةٍ فلم يَزل قائمًا حتى هَمَمتُ بأمرِ سوءٍ، قلنا: وما هو؟ قال: هممتُ بأن أَجلِسَ وأَدَعه (٤).

وقال حذيفة: صليتُ مع رسولِ الله ذاتَ ليلةٍ فافْتَتَح البقرةَ، فقلتُ: يركَعُ عند المئةِ، قال: ثم مضَى، فقلتُ: يصلَّي بها في ركعةٍ، فمضَى، فقلتُ: يركَعُ فيها، ثم افتَتَح النساءَ فقرأَها، ثم افتَتَح آل عمرانَ فقرأها، يقرأ مترسِّلًا، إذا مرَّ بآيةٍ فيها تسبيحٌ


(١) أخرجه أحمد في "مسنده" (١٧٨٤٨)، ومسلم (٢٧٠٢).
(٢) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٥٦٧)، والبخاري (٦٣١٦)، ومسلم (٧٦٣) (١٨٧).
(٣) أخرجه أحمد في "مسنده" (١٢٠١٢)، والبخاري (١١٤١).
(٤) أخرجه أحمد في "مسنده" (٣٦٤٦)، والبخاري (١١٣٥)، ومسلم (٧٧٣).