للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أنسٌ: قال رسولُ الله : "أَنا أَولُ الناسِ خُروجًا إذا بُعِثُوا، وأَنا خَطيبُهم إذا وَفَدُوا، وأَنا مُبشِّرُهم إذا يَئِسُوا، لواءُ الحمدِ بِيَدِي، وأَنا أَكرَمُ ولدِ آدَمَ على ربِّي ولا فَخْر" (١).

وفي "أفراد مسلم" من حديث أبي هريرة عن النبيِّ أنه قال: "أَنا سيِّدُ ولَدِ آدَمَ يومَ القيامةِ، وأَولُ من يَنْشَقُّ عنه القبرُ، وأَولُ شافعٍ وأَولُ مُشَفَّعٍ" (٢).

وعن جابرِ بن عبدِ الله: أنَّ عمرَ بن الخطابِ رضوان الله عليه أتَى النبيَّ بكتاب أَصابَه من بعضِ أهلِ الكتابِ فقَرَأه على النبيَّ قال: فغَضِبَ، وقال: "أَمُتهوِّكُونَ فيها يا ابنَ الخطَّابِ؟ والذي نَفْسِي بِيَدِه، لقد جِئتُكُم بها بَيْضاءَ نَقيَّةً، لا تَسألُوهم عن شيءٍ ويُخبروكُم بحقًّ فيكذَّبونَه أو باطِلٍ فيصدَّقونَه، والذي نَفْسِي بيَدِه لو كانَ مُوسى وعِيسى حيَّينِ لَما وَسِعَهما إلَّا اتِّباعِي" (٣).

وقال عبدُ الله بن مسعودٍ : قال رسولُ الله : "ما مِنكُم مِن أَحَدٍ إلَّا وَقَد وُكَّلَ بهِ قَرينُه من الجِنَّ وقَرينُه من الملائكةِ" قالوا: وإيَّاكَ يا رسولَ الله؟ قال: "وإيَّايَ، ولكنَّ اللهَ أعانَنِي عليه فلا يأمُرُني إلَّا بخيرٍ". انفرد بإخراجه مسلم (٤).

وعن أبي موسى، عن النبيَّ أنَّه قال: "إنَّما مَثَلي ومثَلُ ما بَعثَني اللهُ به، كمَثَلِ رجلٍ أَتَى قومَه، فقال: يا قَومِ إنَّي رأيتُ الجيشَ بعَيني، وإنِّي أنا النَّذيرُ العُريانُ، فالنَّجاءَ النَّجاءَ، فأَطاعَه طائفةٌ من قومِه، فأَدْلَجوا، وانْطَلَقُوا على مَهْلِهم فَنَجوا، وكذَّبتهُ طائفةٌ منهم فأَصْبَحوا مكانَهم فصَبَّحهُم الجيشُ فأَهلَكَهُم واجْتاحَهم، فذلكَ مثَلُ من أَطاعَني واتَّبعَ ما جِئتُ به، ومثَلُ مَن عَصاني وكذَّبَ ما جِئتُ به منَ الحقِّ". أخرجاه في "الصحيحين" (٥).

وعن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله قال: "ما مِن نَبيٍّ إلَّا وقد أُعطِيَ من الآياتِ ما


(١) أخرجه الترمذي (٣٦١٠)، وقال هذا حديث حسن غريب.
(٢) أخرجه مسلم (٢٢٧٨)، وأحمد في "مسنده" (١٠٩٧٢).
(٣) أخرجه أحمد في "مسنده" (١٥١٥٦)، التهوك، كالتهور: وهو الوقوع في الأمر بغير روية.
(٤) أخرجه مسلم (٢٨١٤)، وأحمد في "مسنده" (٣٧٧٩).
(٥) أخرجه البخاري (٦٤٨٢)، ومسلم (٢٢٨٣).