ﷺ في يومِ بدرٍ:"هذا مَصرعُ فلانٍ وفلان" فما أخطأَت تِلكَ المصارع (١).
وإخباره ﷺ بما يكون بعدَه من المغيباتِ، وهو الصادقُ المصدوقُ، فصلى الله عليه ما مطرت سُحُب، وخطَرَت بروق، وجَدَّت براكِبِها في فَسيحِ مَذاهبها نُوقٌ.
وأما القسم الثاني: وهو في ذاته، كالنور الذي كان ينتقلُ في ظهرِ آبائِه من الأنبياءِ والرؤساءِ والأشرافِ حتى وصَلَ إلى أبيه عبد الله، وما ظهر من حسنِه وجمالِه مما ذَكرنا في صفتِه وأحوالهِ.
وأما القسم الثالث: وهو في صفاتِه، فكصدقهِ الدائمِ، فلم يَنطق بباطلٍ قط، ولا ارتكَبَ قبيحًا قبل النبوةِ ولا بعدَها مما يشينُ ويحطُّ من القدرِ، بل عَصَمه اللهُ تعالى من جميعِ ذلك، وكان ﷺ شُجاعًا، جَوادًا، مِقدامًا، فَصيحًا، عادِلًا، راحِمًا، رَؤوفًا بالمساكينِ، حَسَن الخلقِ، حَليمًا، حَييًّا، إلى غير ذلك من الأخلاقِ الرضيةِ والصفاتِ المرضيَّة، ومعجزاتُه ﷺ كثيرةٌ، وآياتُه ظاهرةٌ غَزيرة، ومن أكبرِها القرآنُ الكريم الباقي على مرورِ الزمانِ وتقلُّب الحَدَثان لا يَفنى ولا يَبيدُ، تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ.
* * *
(١) أخرجه مسلم (١٧٧٩)، وأحمد في "مسنده" (١٣٢٩٦) من حديث أنس ﵁.