للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك، فأعرض عنه، ثم أَتاه من قِبَلِ رُكْنِه الأيسرِ، فأعرضَ عنه، ثم أَتاه من خَلفِه، فحذَفَه بها رسولُ الله، فلو أَصابته لأَوجَعته، أو عَقَرَته، وقال رسولُ الله : "يَأتي أحدُكم بما مَلَك فيقولُ هذِه صدقةٌ، ثم يقعدُ فيَسْتكفّ الناسَ" أو "يقعدُ يستَكف الناسَ! خيرُ الصَّدَقة ما كانَ عن ظهرِ غِنَى" (١)، وفي رواية أبي داود عن أبي هريرة: "وابْدَأ بِمَن تَعولُ" (٢).

قوله : "ارْحَم مَن في الأرضِ يَرحَمك مَن في السَّماءِ".

قال الترمذي بإسنادِه عن عبدِ الله بن عَمرو قال: قال رسولُ الله : "الرَّاحِمُونَ يَرحَمُهم الرَّحمنُ، ارْحَم مَن في الأَرضِ يَرْحَمُك مَن في السَّماءِ، الرَّحِمُ شُجنةٌ من الرَّحمنِ، فمَن وصَلَها وَصَلَه الله، ومَن قَطَعها قَطَعه الله" قال: وهذا حديث حسن صحيح (٣).

قلت: وهذا هو الحديث المسند الذي سمعته من شيخنا افتخار الدين أبي هاشم عبد المطلب الهاشمي، وهو أول حديث سمعته منه، قال شيخنا افتخار الدين أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب وذلك بمدينة حلب في شوال سنة ثلاث وست مئة بالمدرسة النورية، قال بإسناده عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله : "الرَّاحمون يَرحمُهم الرَّحمن، ارْحَموا أهلَ الأرضِ يَرحَمكم أهلُ السماءِ".

قال: وفي الباب عن أبي هريرة بإسناده قال: أبصر الأقرعُ بن حابسٍ النبيَّ يُقبِّلُ حَسَنًا، فقال: لي عشرةٌ من الوَلَد ما قبَّلتُ أحدًا منهم قطُّ! فقال رسولُ الله : "إنَّه مَن لا يَرْحَم لا يُرْحَم". أخرجاه في "الصحيحين" (٤).

وروي عن أبي هريرة عن رسولِ الله قال: "جَعَل الله الرَّحمةَ مئةَ جُزءٍ، فأمسَكَ عندَه تِسعةً وتِسعين جُزءًا، وأَنزَلَ جُزءًا واحدًا، من ذلك الجزءِ يَتراحمُ الخلقُ، حتى


(١) أخرجه أبو داود (١٦٧٣).
(٢) أخرجه أبو داود (١٦٧٧)، وهو في البخاري (١٤٢٦).
(٣) أخرجه الترمذي (١٩٢٤)، وأحمد في "مسنده" (٦٤٩٤).
(٤) أخرجه الترمذي (١٩١١)، والبخاري (٥٩٩٧)، ومسلم (٢٣١٨).