[وقد ذكر الثعلبي في "تفسيره"(١) بمعناه في تأويل قوله ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ [البقرة: ١٤٣] قال السدي: فيشهد محمد ﷺ للأنبياء بالبلاغ، فذلك قوله: ﴿وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ [النساء: ٤١] وكذا تقول في أمته: إنها جعلت آخر الأمم لهذا المعنى].
وقال كعب الأحبار: إنما جعلت هذه الأمة آخر الأمم لتطلع على قبائح الأمم ولا يطلعونَ على فضائحها، فإنِّي قد وجدت في بعض كتب الله المنزلة: أن الله خلَقَ لكل واحد من هذه الأمة تمثالًا تحت العرش، فكلما ركعَ وسجدَ ركع ذلك التمثال وسجدَ فتراه الملائكةُ، فإذا زلَّ ابن آدم زلةً ألقى اللهُ على ذلك التمثال سترًا لئلا تشاهده الملائكةُ، فذلك قولهم في الدعاء: يا مَن ينشر الجميلَ ويستر القبيحَ.