للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقال له: جَرْو البطحاء، لأنه كان وَسيطًا في نسبه، وكان من رجال قريش المعدودين، ويقال له: الأمين، وكان صاحبَ مالٍ ومروءة وأمانة، وكان النبي يَشكره ويُثني عليه، وقال: ما ذَمَمْنا صهر أبي العاص.

وقال مَعروف المكي: خرج أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره إلى الشام في الجاهلية، فاشتاق إلى زينب فقال: [من البسيط]:

ذكرتُ زينبَ لما ورَّكت إرما … فقلتُ سَقيًا لشخص يَسكن الحَرَما

بنت الأمين جزاها الله صالحةً … وكلُّ بعلٍ سيثني بالذي علما

وإرم: هي دمشق.

وكان أبو العاص مصافيًا لرسول الله ، فكان يُكثر غِشيانه في منزل أمّه هالة. أسلم قبل الحديبية بخمسة أشهر، ولما أسلم رجع إلى مكة ولم يشهد مع رسول الله مشهدًا، وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة، وقيل سنة ثلاث عشرة. وقال ابن منده: قتل يوم اليمامة، ولم يتابعه على ذلك أحد، وليس له عقب إلا من قبل ابنة له، وأخوه عمرو بن الربيع من مسلمة الفتح (١).

* * *


(١) طبقات ابن سعد ٣/ ٣١ - ٣٢، والاستيعاب (٣٠٤٢)، والمنتظم ٤/ ١١٣، وتاريخ دمشق ١٩/ ١٠٩ - ١٢٠، والتبيين ٢٢٣.