للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمَّه أُمُّ الخير، واسمُها سلمى بنت صخر بن عامر [بن كعب] بن سعد بن تَيْم، وتُوفّيت في صدر الإِسلام بعد أن أسلمت وبايعت.

وأسلم على يد أبي بكر من العشرة خمسةٌ: عثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف.

وقال الموفق في الأنساب: وأسلم على يده الأَرْقَم بنُ أبي الأرقم (١).

وهو أوَّلُ مَن أجاب على المنبر وهو يخطب عن ميراث الجدة، قال: لا أَجدُ لها في كتاب اللَّه شيئًا، فشهد عبدُ الرحمن بن عوف والمغيرة بن شعبة أن رسول اللَّه أعطاها السُّدس، فعمل بما شهدا به.

وكان أول من قضى للجدة بسهم، وأوَّل من أسقط الأخوة من الأب بالجد، وأول مَن قاء مخافةَ الحرام، وأول مَن غَسَّلتْه زوجتُه في الإِسلام، وأول من نصَّ على خليفةٍ بعده، وأول مَن دُفن إلى جانب رسول اللَّه ، وأول من وَلَّى قاضيًا بحضرته وهو عمر ابنُ الخطاب، وأوَّل مَن ولَّى صاحبَ شرطةٍ وهو أبو عبيدة، وهو أَوَّل مَن اتخذ حاجبًا من الخلفاء، وهو سَديف مولاه (٢).

وكان زاهدًا، عابدًا، ورعًا، باكيًا، خائفًا، خاشعًا، متواضعًا، يحلب أغنام الحيِّ، وقد ذكرناه (٣).

وحكى ابن سعد أن نَقْشَ خاتمه: نعم القادر اللَّه (٤)، وقيل: عبد ذليل بين يدي رب جليل (٥).

وكان يلبس في خلافته الشَّملة والعباءة، وقدم عليه أشراف العربِ وملوك اليمن لما ولي الخلافةَ وعليهم التيجان والحرير والوشي، فلما رأوا لباسَه رموا ما كان عليهم، وسلكوا طريقه في التواضع ومكارم الأخلاق.


(١) التبيين ٣٠٦.
(٢) انظر تخريج الدلالات السمعية ٦٦.
(٣) في أول هذا الجزء.
(٤) طبقات ابن سعد ٣/ ٢١١.
(٥) الاستيعاب (١٢٩٦).