للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال مجاهد وقتادة: هي النجوم (١). وقال عطاء: هي السُّرُج، وهي أبواب السماء التي تسمى المجرة. هذا كلام الثعلبي.

قلت: وقد نصَّ ابنُ عباس في رواية الوالبي عنه أنها البروج المعروفة التي أشرنا إليها.

وقال أبو حنيفة الدِّينَوري: الناس مُجمِعونَ على أنها اثنا عشر برجًا لا يختلفون في ذلك، وأن الله تعالى قسمها ترابيع وتثاليث، وهي مقسومةٌ على الكواكب السبعة كما ذكرنا، قال الدِّينَوَري: وتسميها كلُّ أمةٍ بلسانها ويتفقون في المعنى، وكلهم يبتدئ بالحمل على الترتيب المذكور.

وقال أبو محمد عبد الجبار المعروف بالخَرَقي في "كتاب التبصرة" (٢) له: فالحَمَلُ ثلاثة عشر كوكبًا، والخارج عن الصورة خمسة كواكب، وصورته صورة كبش مُقَدَّمُهُ إلى جهة المغرب ومؤخره إلى جهة المشرق، وهو ملتفتٌ إلى خلفه حتى صار خَطْمه (٣) على ظهره، ومن كواكبه الشَرَطَين من منازل القمر.

والبرج الثاني: الثور ثلاثة وثلاثون كوكبًا، والخارج عن الصورة أحد عشر كوكبًا، وهو على صورةِ النصفِ المقدَّم من الثور، قد نَكَّسَ رأسَهُ للنَطْحِ، وقد قُطع بنصفين، على سرته، مقدَّمُه إلى المشرق ومؤخَرُه إلى المغرب، من كواكبه الثريا والدَّبَران وهما من منازل القمر.

والبرجُ الثالث: التوأمان، وبعرف بالجوزاء: ثمانية عشر كوكبًا، والخارج عن الصورة سبعة كواكب، وصورته صورة صبيين قائمين واحدهما قد وضع يده على منكب الآخر، ورأسهما وسائر كواكبهما في الشمال والمشرق على طرف المجرة، وأرجلهما إلى المغرب.


(١) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ٣/ ٧٠ عن قتادة.
(٢) وهم المصنف في نسبة الكتاب إلى عبد الجبار بن عبد الجبار، أبي محمد المتوفى (٥٥٣) هـ، وإنما هو لأبي بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن أبي بشر المروزي الخَرَقي -بفتح الخاء والراء- المتوفى سنة (٥٣٣) هـ واسم الكتاب: "التبصرة في الهيئة" وقد ذكر الزركلي له نسختين خطيتين ٥/ ٣١٧، وانظر كشف الظنون ١/ ٣٣٨.
(٣) الخطم في الدابة: مقدم أنفها وفمها.