للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعد وفاةِ أبي بكرٍ.

فأما عبدُ اللَّه بن أبي بكر فشهد الطائف مع رسول اللَّه ، فجُرح، فمات في خلافة أبيه، وقد ذكرناه (١).

وأما أسماءُ فتزوَّجها الزبيرُ بن العوَّام بمكة، فولدت له عدَّة أولادٍ، ثم طلَّقها، فكانت عند ابنها عبد اللَّه بن الزبير حتى قُتلِ، وسنذكُرُها عند مقتل ابنها.

وأما عبدُ الرحمن بن أبي بكر فشهد بدرًا مع الكُفّار، ودعا أباه أبا بكرٍ في ذلك اليوم أن يُبارِزه، فمنعه رسولُ اللَّه وقال له: "يا أبا بكرٍ متِّعنا بنفسك"، ثم أسلم في هدنةِ الحديبيةِ وهاجر إلى المدينةِ، وسنذكرهُ في سنة بضعٍ وخمسين.

وأما محمد فسنذكره في سنة ثمانٍ وثلاثين.

وأما أُمُّ كلثوم فذكر ابن الزبير عن عائشة أنها قالت: لما احتُضِر أبو بكرٍ دعاني، فقال لي: إنه ليس في أهلي أحدٌ أحبُّ إليَّ منك، وإن أعزَّ الناس على فقرًا بعدي أنت، وإني كُنْتُ نَحلتُك جِداد عشرين وَسْقًا من مالي، فوَدِدْتُ واللَّه أنك كنت جَدَدْتِه وأخذتيه، فإنَّما هما أخواك وأختاك، قالت: قلت: هذان أخواي، فمن أُخْتاي؟ قال: ذات بطن بنت خارجة، فإني أظنُّها جاريةً وفي رواية ابن سعد: إني كنتُ نحلتُك أرضي التي تَعلمين بمكان كذا وكذا، وأنا أحبّ أن تَردِّيها إليَّ، فيكون ذلك قسمةً بين ولدي على كتاب اللَّه، فألقى ربي حين ألقاه ولم أفضِّل بعض ولدي على البعض (٢).

وقال الواقدي: خطب عمر بن الخطاب أُمَّ كلثوم بعد وفاة أبي بكرٍ، فأجابته عائشةُ، وكرهته أمُّ كلثوم، فاحتالت حتى أمسكَ عنها -وسنذكرُه فيما بعد- فتزوَّجها طلحةُ بن عبيد اللَّه، فولدت له زكريا ويوسف مات صغيرًا وعائشة، ثم قُتل عنها يوم الجمل، ثم خلف عليها عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة المخزومي، فولدت له إبراهيم الأحول، وموسى، وأمَّ حُميدٍ، وأمَّ عثمان (٣).


(١) في بداية هذا الجزء.
(٢) طبقات ابن سعد ٣/ ١٩٥، وما سبق فيه ١٩٤.
(٣) طبقات ابن سعد ٨/ ٤٦٢، والمعارف ١٧٥، وجاء في (ك) عقبها: انتهت ترجمة أبي بكر، السنة الرابعة =