للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال خليفة: إنَّما فُتحت هذه الأماكنُ على يد أبي موسى الأشعري، سار إليها من البصرة بأمر عمر، وكان أبو عبيدة قد جهَّز إليها عياض بن غَنْم، فاتفقا على الفتوح، وقيل: إن خالد بن الوليد افتتح الرُّها ونَصيبين وآمِد وسُمَيْساط (١).

وفيها فُتحت أماكنُ العراق منها الأهوازُ، وكانوا قد نقضوا العَهد، فبعث إليهم عمرُ أَبا موسى الأَشعريّ، واستخلف على البصرة عمران بنَ الحُصين، وسار إليها فافتتحها، ووظَّفَ عليها عشرةَ آلاف ألف وأربع مئة ألف درهم، ثم سار إلى جُنْدَي سابور والسُّوس وجُرجان وأَذْرَبِيجان وطَبَرِسْتان.

وقيل: إنما سُمِّيت جُرجان لأنه بناها جُرجان بن لاوِذ بن سام بن نوح، وقيل: إنها فُتحت في سنة اثنتين وعشرين.

وقال أبو الحسن المدائني: إنما فُتحت جُرْجان في سنة ثلاثين في خلافة عثمان ، وأما أذربيجان ففُتحت على يد عُتبة بن فَرْقَد صُلْحًا.

قال سيف بن عمر: قَدِم عتبةُ على عمر ومعه سِلالٌ فيها خَبيصٌ، فوجد بين يديْ عمر جفنةً فيها فِدَرٌ من سَنام جَملٍ، فقال له: كُلْ، فأخذ قطعة منه، فلم يَسِغْها، وكشف السِّلال فقال: ما هذا؟ قال: خَبيصٌ أهديتُه لك من أَذْرَبيجان، فقال: أكلّ المسلمين أهديتَ لهم مثلَ هذا؟ قال: وأيُّ مالٍ يتَّسِعُ لهم؟ فقال: ضُمَّ إليك هدَّيتك، فلا حاجةَ لي في شيءٍ لا يَسعُ المسلمين (٢).

وقد قيل: إن طَبَرِسْتان فُتِحت على يد عُتبة أيضًا، وقيل: على يد سُوَيد بن مُقَرِّن.

وفيها استَقضى عمر شُرَيحَ بن الحارث على الكوفةِ، واستقضى كعبَ بنَ سُوْر على البصرةِ، وسببُ استقضائه كعبَ بن سُورٍ ما أَنْبأنا به غيرُ واحدٍ عن فخر النساء شُهْدَة بنت أحمد بن الفرج بن عُمر الإِبَري قالت: حدثنا نقيبُ النُّقباء، ذو الرِّئاستَين، شهابُ الحضْرتَين أبو الفوارس طِراد بنُ محمد بن عليّ الزَّينبي بإسناده، عن عبد الكريم بن أُمية قال: جاءت امرأةٌ إلى عمر بن الخطاب فقالت: يا أمير المؤمنين، إن زوجي يَصوم


(١) تاريخ خليفة ١٣٩.
(٢) المنتظم ٤/ ٢٥٢ - ٢٥٤، والفدر: قِطع اللحم.