للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكره البلاذري وفيه: يقول أبو جهل: أين بلال؟ أين عمَّارٌ؟ أين صُهَيْبٌ؟ أين خبَابٌ (١)؟

وقال ابن سعد بإسناده عن عامرٍ قال: كان لرسولِ اللَّه ثلاثة مؤذِّنين: بلالٌ وأبو مَحْذورةَ وعمرو بن أُمِّ مَكتوم، فإذا غاب بلال أذَّن أبو محذورة، وإذا غاب أبو محذورة أذَّنَ ابنُ أُمّ مكتوم (٢).

ودخل رسول اللَّه عليه وعنده صُبَر من تمر، فقال: "ما هذا؟ "، فقال: ادَّخرتُه لك ولضِيفانك يَا رسول اللَّه، قال: "أما تخشى أن يكون له بُخارٌ في النَّار؟ أنفق يَا بلال ولا تَخْشَ من ذي العرش إقلالا" (٣).

وكان عمر يقول: أبو بكر سيِّدُنا، وأعتق سيِّدَنا، يعني بلالًا.

ولما هاجر بلال إلى المدينة نزل على سعد بن خَيثمة، وآخى رسول اللَّه بينه وبين عُبَيدة بن الحارث، وقيل: بينه وبين أبي رُوَيحة عبد اللَّه بن عبد الرحمن الخَثْعَمي.

أهدى النجاشي إلى رسول اللَّه عليه عَنَزة، فكان بلال يَحملها بين يديه إلى صلاة العيدين والاستسقاء، فيأتي بها المصلَّى فيَركُزُها، ثم مشى بها بين يدي أبي بكر رضوان اللَّه عليه، ثم كان سعد القَرظي يمشي بها بين يدي عمر وعثمان في العيدين، ويَركزها بين أيديهما، ويُصلّيان إليها (٤).

وقال ابن سعد: لما تُوفي رسول اللَّه جاء بلال إلى أبي بكرٍ فقال: يا خليفةَ رسول اللَّه ، إني سمعتُ رسول اللَّه يقول: "أفْضَلُ عمل المؤمن الجهادُ في سبيلِ اللَّه"، فقال أبو بكر: فما تشاءُ يَا بلالُ؟ قال: أُرابِطُ في سبيلِ اللَّه حتى أموت، فقال أبو بكر: أنشدُكَ اللَّه يَا بلالُ، وحُرْمَتي وحَقِّي، فقد كبرتُ وضعفتُ واقتربَ أجلي، فأقام


(١) أنساب الأشراف ١/ ٢١٠.
(٢) طبقات ابن سعد ٣/ ٢١٥.
(٣) أخرجه الطبراني في الكبير (١٠٢٠) و (١٠٣٠٠)، وأبو نعيم في الحلية ١/ ١٤٩ من حديث عبد اللَّه بن مسعود .
(٤) من قوله: ودخل رسول اللَّه وعنده صبر. . . إلى هنا ليس في (ك).