للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المواطن كلِّها، وخرج معه في عِدَّةِ سرايا، وكان أميرًا على بعضها.

وهو أولَ خليفةٍ دُعي بأميرِ المؤمنين، وأوَّلُ مَن كتب التاريخَ، وجمع الناسَ على التراويح، وأوَّلُ مَن عَسَّ، وحمل الدِّرَّة وأدَّبَ بها، وجلد في الخَمْرِ ثمانين، وفتح الفُتوحَ، ومصَّر الأمصارَ: الكوفةَ والبصرةَ وغيرَهما، ووَضع الخَراجَ، ودوَّن الدَّواوين، واستقضى القُضاةَ، وفرض الأعطِيةَ، وكوَّر كُوَرَ السَّوادِ والأهوازِ والجبال وفارس وغيرها.

وقال ابن سعد: فتح عمرُ الشامَ كلَّه ما خلا أجنادين؛ فإنَّها فُتحت في خلافة أبي بكرٍ ، قال: وفتح الجزيرةَ، والمَوْصلَ، ومَيَّافارِقين، وآمِد، وأرمينية، ومصر، والإسكندرية، ومات وخيلُه على الرَّيِّ (١).

وقال هشام: فتح عمر اليرموكَ، ودمشق، والأردنَ، وبَيْسانَ، وطبريّة، وفِلَسْطين، والرَّملة، وغزة، وعَسقلان، والسواحل، والقدس، ومصر، وبَرْقةَ، والإسكندرية، وطرابلس الغَرْب، ومدنَ الشام: بَعلبكّ، وحمص، وقِنَّسْرين، وأنطاكية، والجزيرةَ، وحَرّان، والرُّها، والرَّقَّةَ، ونَصيبين، ورأسَ عين، وسُمَيْساط، وعين وَرْدة، وديارَ بَكرٍ، وربيعة، وبالعراقِ: القادسيّة، وبَهُرَسير، وساباط، والمدائن، وكُوَر الفُرات ودجلة، والأُبُلَّة، والبصرة، والأهواز، وفارس ونهاوَنْد، وهَمَذان، وخُراسان، وإصطخر، وأصفهان، والسّوسَ، ومَرْوَ، ونَيسْابور، وأذْرَبيجان، وقطعت جُيوشُه النهر مِرارًا وغير ذلك، وقد فصَّلناه فيما تقدَّم.

وقال الواقدي: وحجَّ بأزواجِ رسولِ اللَّه .

وكان مُتواضعًا في اللَّه، خَشِنَ المَلْبَسِ، خَشِنَ المَطْعَمِ، شديدًا في ذاتِ اللَّه، وكان يَلبَسُ الصّوفَ، وَيرقَعُ الثّوبَ بالأَديمِ، ويَشتمَل بالعباءةِ، ويَحمل القِرْبَةَ على كَتِفِه مع عظيمِ هَيْبَتهِ، ويركبُ الحمار مُعرًى، والبعيرَ مَخْطومًا بالليفِ، مُرَحّلًا بالشعر، وكان قليل الضحك لم يُمازح أحدًا قط، إلى غيرِ ذلك [من] الصفاتِ الجميلةِ والأدوات الجليلةِ.

قال ابن مسعود: كان إسلامه فتحًا وعزًّا، وهجرته نصرًا، ورضاه عدلًا (٢)، وكان


(١) طبقات ابن سعد ٣/ ٢٦٢.
(٢) جاء بدلًا عنها في جميع المصادر: وكانت إمامته رحمةً.