للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المُسَجَّى بالثوبِ.

وفي روايةٍ: واللَّهِ ما خَلَّفْتُ أحدًا أُحبُّ أن أَلقى اللَّه بمثلِ عمله منك، وايْمُ اللَّهِ، إن كنتُ لأظنُّ أنَّ اللَّه يَجعلك مع صاحبيك؛ لأني كنتُ كثيرًا ما أسمعُ رسول اللَّه يقول: "ذهبتُ أنا وأبو بكرٍ وعمر، ودخلتُ أنا وأبو بكرٍ وعمر، وخرجتُ أنا وأبو بكرٍ وعمر" وإني لأرجو أن يَجعلك اللَّه معهما. أخرجاه في "الصحيحين"، وهو في مسند عليٍّ (١).

وقال المغيرة بن شُعبة: لما دُفن عمر أتيتُ عليًا وأنا أحبُّ أن أسمعَ منه في عمر شيئًا، وكان قد سمع زوجةَ عمر ابنةَ أبي خيثمة تَندُبه (٢) وتقول: واعمراه، أقام الأَوَد، ونصر الصَّمد، وخاض الغُمَر، وأمات الغِيَر، وأحيا السُّنن، وقلد المِنَن، خرج من

الدنيا واللَّه نقيَّ الثَّوب، بريئًا من العَيب، فقال علي: لقد صَدقتْ بنتُ أبي خيثمة، لقد ذهب واللَّه بخيرها، ونجا من شرّها، أما واللَّه ما قالت ولكنها قُوِّلت.

وروى عكرمةُ، عن ابن عباسٍ قال: كنا نتحدَّثُ أن الشياطين مُصفَّدةٌ في إمارةِ عمر، فلما أُصيبَ بُثَّت في الأرضِ (٣)، وفي روايةٍ: وما كان في الأرضِ شيطان إلّا وهو يَفرُّ من عمر.

وقال الواقدي: كان عمرُ عظيمًا في أعينِ الصحابةِ، فلما كانت الليلةُ التي مات فيها وُلِد لجماعةٍ منهم أولاد، فسمّى كلُّ واحدٍ منهم ولدَه باسمِ عمر، منهم عثمان وعلي وعبد اللَّه بن عمر (٤).

وروت عمرةُ عن عائشة أنَّها قالت: كان عمرُ أحْزمَ من أن يُخْدَع، وكان واللَّه أحْوَزِيًّا نَسيجَ وَحْدِه، قد أعدَّ للأُمور أقرانَها، وكان يقول: لستُ بخِبِّ والخِبُّ لا يَخدَعُني (٥).


(١) مسند أحمد (٨٩٨)، وصحيح البخاري (٣٦٧٧)، وصحيح مسلم (٢٣٨٩).
(٢) كذا في (خ) و (ع)، وهذا الخبر ليس في (ك)، وفي تاريخ الطبري ٤/ ٢١٨: لما مات عمر بكته ابنة أبي حَثْمة فقالت.
(٣) أخرجه ابن عساكر ٥٣/ ٧٨ عن مجاهد.
(٤) في (خ) و (ع): منهم عمار وعلي وعبيد اللَّه بن معمر.
(٥) أخرجه ابن عساكر ٣٦/ ٤٢١ - ٤٢٥.