عثمانَ فخطبها، فحُملِت إليه، فتَحَنّفت قبل أن يَدخُلَ بها.
وقيل: إنَّ عثمان استعمل الوليد بنَ عُقبة على صَدَقاتِ كَلبٍ فزوَّجه نائلة.
وروى الهيثم بن عَدي أن سعيد بن العاص تزوَّج هند ابنةَ الفَرافِصةَ، وبلغ عثمان، فكتب إليه: زَوِّجني أُخْتَها نائلة فقد بلغني جَمالُها، فزوَّجه إيّاها، وبعث بها إليه.
وفي روايةٍ أُخرى قالوا: لمّا جهَّزَ الفَرافِصَةُ ابنتَه من السَّماوةِ بعث معها أخاها ضَبًّا، وكان مُسلمًا، وهو الذي زوَّجها من عثمان، وكان أبوها على دِينه، أوصاها وقال: يا بُنَيَّةُ، إنَّكِ تَقْدُمينَ على نساءِ قريشٍ، وهُنَّ أقْدَرُ على الطّيبِ منكِ، فعليك بالماءِ والكُحْلِ.
قال هشام: وكانت نَصرانيةً، وقال ابن عساكر في تاريخه: إنما أسلمتْ على يد عثمان، فلما فارقَتْ أهلَها استَوحَشَتْ وجَزِعت لفراقِ أهلها وبلادِها، فقالت تُخاطبُ أخاها:[من الطويل]
ألستَ ترى باللَّهِ يا ضَبُّ أنَّني … مُصاحبةٌ نحو المدينةِ أَركُبا
أما كان في فِتيانِ حِصْنِ بن ضَمْضَمٍ … لك الويلُ ما يُغني الخِباءَ المُحَجَّبا
قضى اللَّه إلّا أن تموتي غريبةً … بيَثربَ لا تَلْقَيْنَ أُمًّا ولا أبا
وكتب الوليدُ إلى عثمان يُخْبِرُه، فلما قَدِمَت عليه قام عثمان فصلّى ركعتين ثم قال: يا هذه، أتَأتينا أم نَأتيك؟ فقالت: قد تَجَشَّمْنا إليكَ المسيرَ من السماوة، وهي أبعدُ ممّا بيننا من مسافةِ البيتِ، وقامت فجلست إليه فقال لها: لعلَّكِ تَرَيْنَ شَيْبًا وتعلّيًا في السِّنِّ، وإنَّ وراء ذلك بقيَّة من عُلالةٍ من الشبابِ. فقالت: إنَ أحبَّ الخُلطاء إليَّ من ذهبت عنه مَيْعَةُ الشبابِ، واجتمع حِلْمُهُ، ووَثق رَأْيُهُ، فكان عثمانُ يقول: ما رأيتُ أعقَلَ منها.
وفي روايةٍ أنَّ الوليد بنَ عُقبة قَدِمَ على عثمان فقال: قد زوَّجتُك نائلةَ، فقال له عثمان: زوَّجتَني نَصرانيةً؟ فقال: إذا دخلت عليك أسلمتْ، فلما قَدِمَتْ عليه وضع عِمامتَه، فبدا الصَّلَعُ فقال: لا يهولنَّكِ ما تَرَيْنَ من صَلَعي؛ فإنَّ وراءَه ما تُحبِّين، وقال: إمّا أن تَقومي إليَّ أو أقومَ إليك.
وفي روايةِ ابن الكلبي أن امرأةَ عبد الرحمن بن عوف قالت لعثمان: هل لكَ في