للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أحمد بإسناده عن أنسِ بن مالك عن أُمِّ حَرام أنها (١) قالت: بينما رسولُ اللَّه قائلًا في بيتي، إذا استيقظ وهو يضحكُ، فقلتُ: بأبي أنت وأُمّي، ما يُضْحِككَ؟ فقالت: "عُرِضَ عليَّ ناسٌ من أُمتي يركبون ظهرَ هذا البحرِ كالملوكِ على الأَسِرَّة"، فقلتُ: ادعُ اللَّه أن يَجعلني منهم، فقال: "اللهمَّ اجعلها منهم"، ثم نام أيضًا واستيقظ وهو يضحك، فقلتُ: بأبي أنْت وأُمي، ما يُضحكك؟ فقال: "عُرِضَ عليَّ ناسٌ من أُمَّتي يركبون هذا البحرَ، كالملوكِ على الأسِرَّة"، فقلتُ: ادعُ اللَّه أن يَجعلني منهم، قال: "أنتِ من الأَوَّلِين"، فغزتْ مع عُبادةَ بنِ الصامتِ، وكان زوجَها، فوَقَصَتْها بغلةٌ لها شَهباءُ، فوقعت فماتت، ذكره (٢) جَدّي في "جامع المسانيد" وقال: أخرجاه في "الصحيحين" (٣).

وذكره ابنُ عساكر وقال: أخرجه مسلم وفيه: يركبون البحر الأخْضَرَ، قال: فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامتِ أوَّلَ ما ركبَ المسلمون البحر مع معاوية بن أبي سفيان، فلما انصرفوا قافلين من غَزاتهم قَدِموا الشام، فقُدِّمتْ إليها دابَّتُها لتَركَبها؛ فصَرعتْها فماتت (٤).

ومعنى قولِه : أنتِ من الأوَّلين، أي: لا تركَبين البحر ثانيًا، ولم يُذْكَر في هذه الرواياتِ مكانُ وفاتِها، وقال أبو نعيم: هو مكان يقال له: قاقيس.

قال أبو نعيم بإسناده عن خالد بن مَعْدان، عن عُمير بن الأسود العَنْسي أنَّه حدَّثه، أنه أتى عُبادة بنَ الصامتِ وهو بساحلِ حمص، وهو في بناءٍ له، ومعه امرأتُه أُمُّ حَرامٍ، قال عمير: فحدَّثتْنا أُمُّ حَرامٍ أنَّها سمعت رسولَ اللَّه يقول: "أوَّل جيشٍ من أُمتي يَغزون البحر قد أوجبوا"، قالت أُمُّ حَرام: يا رسول اللَّه، أنا منهم؟ قال: "أنتِ منهم". قال هشام بن عمار راوي الحديث: فأنا رأيتُ قبرها، ووقفتُ عليه بالساحلِ بقاقيس، وذكر أبو نُعيم أن قبرها بقُبرس، فقال أبو نُعيم بإسناده عن هشام بن الغاز قال: قبرُ أُمَّ


(١) من قوله: وقد ذكرنا. . . إلى هنا ليس في (خ) و (ع).
(٢) من هنا إلى نهاية ترجمة أم حرام ليس في (خ) و (ع).
(٣) مسند أحمد (٢٧٠٣٢)، وصحيح البخاري (٢٧٩٩ - ٢٨٠٠)، وصحيح مسلم (١٩١٢).
(٤) تاريخ دمشق (تراجم النساء) ٤٨٧، وصحيح مسلم (١٩١٢) (١٦٢).