للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَدِمتَ؟ قال: ثلاثة أيَّام، قال: أما إنك لو لم تُؤَدِّها كانت أمانةً لم تُؤَدِّها.

قال النُّعمان بن حُمَيد: دخلتُ مع خالي على سلمان بالمدائن وهو يَعمل الخُوص، فسمعتُه يقول: أشتري خُوصًا بدرهم، فأبيعه بثلاثة دارهم، فأُعيدُ درهمًا فيه، وأنفق درهمًا على عيالي، وأتصدَّقُ بدرهم، ولو نهاني عنه عمر بن الخطاب ما انتَهيتُ.

قال ثابت: كان سلمان أميرًا على المدائن، فجاء رجلٌ من أهل الشام معه حِملُ تين، وعلى سلمان أنْدَرْوَرْد وعباءة، فقال لسلمان: تعال احمِلْ هذا، وهو لا يَعرفُه، فحمله سلمان، فرآه الناسُ فعرفوه، فقالوا: هذا الأمير، فقال الرجل: لم أعرفه، فقال سلمان: لا حتَّى أبلُغ منزلَك.

وقال شيخٌ من بني عَبْس: أتيتُ السُّوقَ فاشتريتُ عَلَفًا بدرهم، فرأيتُ سلمانَ ولا أَعرفُه، فسَخَّرتُه فحَملتُ عليه العَلَفَ، فمرّ بقومٍ فقالوا: أنحمل عنك يا أبا عبد الله؟ فقلتُ: مَن هذا؟ قالوا: سلمانُ صاحبُ رسول الله ، فقلتُ: ضَعْه عافاك الله، فأبى حتَّى أتى به مَنزلي وقال: قد نَويتُ فيه نيَّة، فلا أَضعُه حتَّى أبلُغَ مَنزِلَك.

وكان إذا أصابَ الشَّيءَ اشترى به لحمًا، ثم دعا المجَذَّمِين فأكلوا معه.

وقال عمرو بن أبي قرَّةَ الكندي: عرض أبي على سلمان أُختَه فأبى، وتزوّج مَولاةً له يُقال لها بُقَيرة، فبلغ أبا قُرَّة أنَّه كان بين سلمان وبين حذيفةَ شيءٌ، فأتاه يَطلُبه، فأُخبِر أنَّه في مَبْقَلَةٍ، فتَوَجَّه إليه، فلقيه معه زِنْبيل فيه بَقْل؛ قد أدخل عصاه في عُروة الزِّنْبيل وهو على عاتقه، فقال: يا أبا عبد الله، ما كان بينك وبين حُذَيفة؟ قال: يقول سلمان: وكان الإنسان عَجولا، فانطلقا حتَّى أتيا دار سلمان، فدخل سلمان الدّار، فقال: السَّلام عليكم، ثم أَذِن، فإذا نَمطٌ موضوع على باب، وعند رأسه لَبِنات، وإذا قرطان فقال: اجلس على فِراش مولاتك التي تُمهِّد لنفسها.

ثم أنشأ يُحدِّث أن حُذيفة كان يُحدِّث بأشياءَ كان رسول الله يقولُها في غَضبه لأقوام، فأُسألُ عنها فأقول: حُذيفةُ أعلمُ بما يقول، وأكره أن تكون ضَغائنُ بين أقوام، فأُتي حُذيفةُ فقيل له: إن سلمان لا يُصدّقك ولا يُكَذِّبُك بما تقول، فجاءني حُذيفةُ فقال: يا سلمان يا ابن أمِّ سلمان، فقلتُ: يا حُذَيفة يا ابن أمِّ حُذيفةَ، لتنتَهينَّ أو لأكتُبنَّ