للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويُكتَبُ عَمَلُه وأَثرُهُ ومُصِيبَتُه ورِزقُه، ثم تُطوى الصَّحِيفةُ فلا يُزادُ على ما فيها ولا يُنقصُ منها" (١). وقد أخرجاه في الصحيحين عن ابن مسعود عن النبي بمعناه (٢).

ومنهم سيَّاحون في الأرض يتَّبعون مجالس الذكر، فإذا رأوا حلقةً فيها قومٌ يذكرون الله جلسوا إليهم، قال البخاري بإسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إنَّ للهِ ملائِكةً يطوفونَ في الطُّرُقِ يَلتمِسُون أهل الذِّكْرِ، فإذا وجَدُوا قَومًا يذكُرونَ الله تَنَادَوا: هَلُمُّوا إلى حاجَتِكم، فَيحفُّونَهم بأجنِحَتِهِم إلى السَّماءِ الدُّنيا، فيَسألُهمُ ربُّهمُ -وهو أعلمُ بهم- ماذا يقول عِبَادي؟ قالُوا: يُسبِّحُونَكَ ويَحمَدونَك ويُكبِّرونَك ويُمجِّدونَك، قال فيقول الله تعالى: فَهَل رَأَوْني؟ فيقولون: لا، فيقولُ: فلو رَأَوْني؟ فيقولون: لو رَأَوْك لَكانُوا أشدَّ عبادَةً وأشدَّ تَمجيدًا وتَسْبيحًا وتَكْبيرًا، قال فيقول: فما سَألوني -أو يَسْألوني-؟ فيقولون: الجنَّةَ، فيقول: وهل رَأَوْها؟ فيقولون: لا، فيقولُ: فكيفَ لو رَأَوْها؟ فيقولون: [لو رَأوْها لكانوا أشدَّ عليها حِرْصًا، ولها طَلبًا، وأعظمَ رَغْبةً. قال فيقولُ: فمِمَّ يَتَعوَّذون؟ فيقولون:] من النَّار، فيقول: وهل رَأَوْها؟ فيقولون: لا، فيقول: فكيفَ لو رَأَوْها؟ فيقولون: لَكانوا أشدَّ منها فِرارًا وهَرَبًا، فيقول: أُشهِدُكم أنِّي قد غَفَرتُ لهم، قال فيقول بعض الملائكة: فيهم فُلان ليسَ منهم إنَّما جاءَ لحاجةٍ، فيقول الله تعالى: همُ الجُلَساءُ الذين لا يَشْقَى بهم جَليسُهم". أخرجاه في الصحيحين (٣).

ولمسلم: "همُ السُّعداء" (٤). ولمسلم (٥) أيضًا: "إنَّ لله مَلائِكةً سَيَّارةً فُضُلًا يَتَّبعون مَجالسَ الذِّكر" وفيه: "فإذا تَفَرَّقوا عَرَجُوا إلى الله فيَسأَلُهم الله "، وذكره.

ومنهم (٦) ملائكة يبلِّغون رسول الله السَّلام، قرأت على أبي المظفَّر يوسف بن عبد المعطي الإسكندري ويعرف بابن المَخِيلي بالإسكندرية، في سنة إحدى وأربعين


(١) أحمد في "مسنده" (١٦١٤٢)، أخرجه أيضًا مسلم (٢٦٤٤).
(٢) البخاري (٣٢٠٨)، ومسلم (٢٦٤٣) مطولًا.
(٣) البخاري (٦٤٠٨)، ومسلم (٢٦٨٩)، واللفظ للبخاري.
(٤) لم نقف على هذا اللفظ عند مسلم، وأخرج هذا اللفظ أبو نعيم في "الحلية" ٨/ ١١٧.
(٥) صحيح مسلم (٢٦٨٩).
(٦) من هنا بدأ خرم في (ب)، وسنعتمد ما في (ل) والمطبوع.