للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وباع عبد الله بن جعفر نَصيبه من معاوية بست مئة ألف، فلما فرغ ابنُ الزبير من قضاء ديونه قال بنو الزبير: اقسم بيننا ميراثَنا، فقال: لا والله، لا أقسِمُه بينكم حتى أُنادي بالموسم أربعَ سنين: ألا مَن كان له على الزبير دَينٌ فلْيأتِنا فلنقضِه، فجعل كلّ سنة ينادي بالموسم، فلما مضت أربع سنين قسم بينهم ورفع الثّلث.

وكان للزبير أربع نسوة، فأصاب كلّ امرأةٍ ألفَ ألف ومئتي ألف، فجميع مال الزبير خمسون ألف ألف ومئتا ألف. انفرد بإخراجه البخاري. وكذا ذكر ابن سعد في "الطبقات" (١).

قال الزهري: وهذا مال عظيم، والغابة أرضٌ بالمدينة، فيها رياض وشجرات.

وقال هشام: لما قتل الزبير أرسل ابنُه عبد الله إلى عاتكة بنت زيد: إنك امرأة من بني عَديّ، ونحن من بني أسد، فإن دخلتِ علينا أفسدتِ أموالنا وأضررتِ بنا، فصالحها على ثمانين ألفًا.

وقال ابن سعد بإسناده عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن الزبير بن العوّام جعل دارًا له حَبيسًا على كلِّ مَردودةٍ من بناته.

وفي رواية ابن سعد عن عروة بن الزبير قال: كان قيمةُ ما ترك الزبير أحدًا وخمسين أو اثنين وخمسين ألف ألف.

وفي رواية ابن سعد عن عروة قال: كان للزبير بمصر خطط، وبالإسكندرية خطط، وبالكوفة خطط، وبالبصرة دور، وكانت له غَلاتٌ تَقدم عليه من أعراض المدينة (٢).

وروى هشام بن محمد، عن أبيه قال: ترك الزبير من العين خمسين ألف ألف درهم، ومن العروض مثلها، قال: وقيل لعبد الله بن الزبير: قد كان أبوك على ما كان عليه من الفضل، ويُخلّف دينًا عليه ألفي ألف؟ فقال: لم يكن دَينًا عليه، ولكنها مَواعيد كان يكتب بها للناس (٣).


(١) ٣/ ١٠١ - ١٠٢.
(٢) طبقات ابن سعد ٣/ ١٠٠، ١٠٢.
(٣) تاريخ دمشق ٦/ ٣٩٣ (مخطوط).