للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخدري قال: قال رسول الله : "إنَّ في الجنَّةِ مئةَ درجةٍ، ما بين كلِّ دَرجَتين كما بين السَّماء والأرضِ، وإنَّ جنَّة الفِردَوسِ أوسطُها وأعلاها سماءً، وعليها يُوضعُ العرشُ يومَ القيامةِ، ومنها تتَفجَّر أنهارُ الجنَّةِ" فقال له رجل: بأبي وأُمي أنتَ يا رسول الله، هل فيها خيلٌ؟ قال: "نَعم، والذي نفسِي بيدِه، إنَّ فيها لَخيلًا من ياقوتةٍ حمراءَ، تَرُفُّ بهم بين خلالِ ورقِ الجنَّةِ يَتَزاورُون عليها" فقال له رجل: فهل فيها من إبلٍ؟ قال: "نَعم والذي نفسِي بيدِهِ، إنَّ فيها لإبلًا من ياقُوتةٍ حمراءَ، رحالُها الذهبُ والفضّةُ، عليها نمارقُ الديباجِ، تَرِفُّ بهم بين خِلال وَرقِ الجنَّةِ يَتَزاورُون عليها" فقال له رجل: هل فيها صوت؟ قال: "نَعم، إنَّ الله ليوحِي إلى شَجَرةٍ في الجنَّة: أنْ أَسْمِعي عِبادي هؤلاءِ الذين شَغَلهم ذِكري في الدُّنيا عن عَزفِ المزاهيرِ والمزَاميرِ بالتَّسبيحِ والتَّقديسِ" (١).

وحدثنا جدي قال: حدثنا ابن ناصر بإسناده عن ابن مسعود قال: أنهارُ الجنَّة تَتفجَّر من جبلِ مِسْكٍ. وفي رواية: وتجري في عين أخدود.

وقال ابن عباس: خمر الجنَّة أشدّ بياضًا من اللَّبن.

وعن ابن عباس أنه قال: الجنان سبع: دار الجلال، ودار السَّلام، وجنَّة عَدْن، وهي قصبة الجنَّة وهي مُشرفة على الجنان، وجنَّة المأوى، وجنَّة الخلد، وجنَّة الفردوس، وجنَّة النعيم.

قال: ونخل الجنَّة جذوعها زمرد أخضر وكَرَبُها ذهبُ أحمر، وسَعَفُها كسوة أهل الجنَّة (٢).

وقال أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الرزاق بإسناده عن سهل بن سعد، عن النبي أنه قال: "إنَّ في الجنَّة ثمانية أبوابٍ: فيها بابٌ يُسمَّى الرَّيانُ، لا يدخله إلَّا الصائمونَ" أخرجاه في الصحيحين (٣).

وحدثنا عبد الوهاب بن علي الصّوفي بإسناده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : "يَدخُل أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ على طُولِ آدمَ ستينَ ذراعًا، وعلى حُسْنِ يُوسفَ، وعلى


(١) أخرجه ابن سمعون في أماليه (٢) من حديث أبي سعيد، وأبو نعيم في صفة الجنة (٥٤٦) من حديث أبي هريرة، وأورده ابن الجوزي في الياقوتة ١/ ٧٩ من حديث سهل بن سعد.
(٢) أخرجه هناد في "الزهد" (٩٩)، والحاكم ٢/ ٤٧٥. والكرب: أصول السعف الغلاظ العراض.
(٣) أحمد في "مسنده" (٢٢٨١٨)، والبخاري (٣٢٥٧)، ومسلم (١١٥٢).