للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن عبد البرّ: عسى أن يكون عمَّه لأمِّه، وإلا فما يجتمعان إلا في [سعد بن] زيد مناة، وقيل: إنه ابنُ عمِّ الأحنف (١).

وشهد جارية صفّين مع أمير المؤمنين.

وقال خليفة بن خيّاط: كانت له دار بالبصرة في سكَّة اصطفانوس (٢).

وقال أبو أحمد الحسن بن عبد الله العسكري: جارية بن قُدامة شريف، لحِق رسول الله ، وروى عنه الحديث، وكان يقال له: مُحَرِّق؛ لأنه حَرق ابنَ الحَضْرميّ بالبصرة، وكان فارسًا شجاعًا شهمًا سَمْحًا، والدار التي حَرَّق فيها تُعرف بدار سنيبل، وهو الَّذي بعثه أمير المؤمنين إلى اليمن وراء بُسْر بن أرطاة، فهرب منه بُسْر (٣).

وذكره ابن عساكر فقال: قال الفضل بن سُويد: وَفَد جارية بن قُدامة على معاوية بعد وفاة أمير المؤمنين، فقال له معاوية: أنت السَّاعي مع ابن أبي طالب، والموقِدُ النّار، تَجوسُ البلاد، وتَسْفِك الذماء، فقال: دع عنك هذا يا معاوية، فو الله ما أبغَضْنا أمير المؤمنين بعد ما أحبَبْناه، ولا غَشَشْناه منذ نَصَحْناه، فقال: ما كان أهْوَنك على أهلك حيث سَمَّوك جارية، فقال جارية: أنت أهون على قومِك حيث سَمَّوك معاوية، وهل مُعاوية إلا كَلبةٌ عوت تُعاوي الكِلاب، وهل أُميَّة إلا تصغير أَمَة، والله إن قوائم السيوف التي جاهدناك بها يوم صفّين لفي أيدينا، قال: إنك لتهدِّدُني؟ قال: نعم، إنك لم تَملِكْنا قَسْرًا، ولم تفتحنا عَنْوة، ولكن أعطيتنا عهودًا ومواثيق، فإن وفيتَ لنا وَفَينا لك، وإن غدرتَ بنا فقد تركنا وراءنا رجالًا أمدادًا، وسواعد شِدادًا، وسيوفًا حِدادًا، ولئن مَدَدْت إلينا فِترًا من غَدْر بسطنا إليك باعًا من خَتْر. ثم فارق جارية بن قدامة الشام، ولم يَقبل صِلةَ معاوية (٤).

ولم يُذكر لنا تاريخُ وفاته، وليس في الصحابة مَن اسمُه جارية بن قدامة غيره، فأما غير ابن قُدامة فأربعة: جارية بن أَصْرَم الأَجْداري، في صُحبته نظر، والثاني: جارية بن


(١) الاستيعاب (٣٤٥) وما بين معكوفين منه.
(٢) طبقات خليفة (٢٨١).
(٣) تصحيفات المحدثين ٥١٧ - ٥١٩، وانظر تهذيب الكمال ٤/ ٤٨١.
(٤) مختصر تاريخ دمشق ٥/ ٣٦٥ - ٣٦٦، وانظر تهذيب الكمال ٤/ ٤٨٢.