للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد شهد سهل صفين مع أمير المؤمنين (١).

واختلفوا في وفاته على قولين: أحدهما: أنَّه توفّي بالكوفة، قال ابن سعد بإسناده عن محمد بن أبي أُمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال: مات سهل بن حُنيف بالكوفة سنة ثمان وثلاثين، وصَلّى عليه علي .

والثاني: أنَّه توفي بالرَّحْبة عند عَود علي من صفين، قال ابن سعد بإسناده عن حَنَش بن المُعْتَمِر قال: لما توفي سهل بن حُنيف أتي به إلى علي في الرحبة، فكبَّر عليه ستّ تكبيرات، فكأن بعض القوم أنكر ذلك، فقيل إنه بَدريّ.

وروى ابن سعد عن عبد الله بن معقل قال: كبّر علي في سلطانه كله أربعًا أربعًا على الجنازة، إلا على سهل بن حُنيف فإنه كبَّر عليه خمسًا ثم التفت إليهم وقال: إنه بدري.

وفي رواية ابن سعد: أنَّه لما كبَّر عليه خمسة قالوا: ما هذا التكبير؟ فقال علي: هذا سهل بن حُنيف من أهل بَدْر، ولأهل بدرٍ فضلٌ على غيرهم، فأردت أن أعلمكم فضلَهم (٢).

ذكر أولاده: قال ابن سعد: كان له من الولد: أبو أُمامة، واسمه أسعد باسم جدِّه أبي أُمامة، وعثمان، وأمُّهما حبيبة بنت أبي أُمامة أسعد بن زُرارة بن عُدَس، من بني النجار. وسعد وأمُّه أمّ كلثوم بنت عُتبة بن أبي وَقّاص الزهري. قال: ولسهل اليوم عَقِبٌ بالمدينة وبغداد، وأخوا سهل بن حُنَيف لأمّه عبد الله والنعمان ابنا أبي حَبيبة بن الأزْعر بن زيد بن العَطّاف بن ضُبَيعة، وسهل بن حُنَيف أخو عثمان بن حُنَيف (٣).

أسند سهل عن رسول الله أحاديث، قال قوم: أربعين حديثًا، وأخرج له أحمد في "المسند" اثني عشر حديثًا، منها في الصحيحين ستة، اتفقا على أربعة منها، وحديثان لمسلم.

قال أحمد بإسناده عن محمد بن سليمان الكرماني، سممعت أبا أُمامة بن سَهل بن


(١) طبقات ابن سعد ٣/ ٤٣٧.
(٢) طبقات ابن سعد ٣/ ٤٣٨.
(٣) طبقات ابن سعد ٣/ ٤٣٧.