للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الله، ومن التابعين: ابن المسيّب، وابن أبي ليلى، وعُبَيد بن عُمَير، وكعب الأحبار، في آخرين.

ومن مسانيده: قال أحمد بإسناده، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب قال: تلا رسول الله هذه الآية ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: ٢٦]، قال: إذا دخل أهلُ الجنّة الجنّة، وأهل النار النار، نادى مُنادٍ: يا أهل الجنّة، إن لكم عند الله مَوعدًا يُريد أن يُنجِزكموه، فيقولون: وما هو؟ ألم يُثَقّل موازينَنا، ويُبيِّض وجوهنا، ويُدخلنا الجنّة، ويُزحزحنا عن النار؟ قال: فيُكشف لهم الحِجاب فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم الله ﷿ شيئًا أحبّ إليهم من النظر إليه، ولا أَقَرَّ لعيونهم. انفرد بإخراجه مسلم (١).

وذكر ابن عساكر في "تاريخه" في ترجمة صُهيب قال: خرجت مع عمر إلى الشام، فبينما أنا عنده بالجابية إذ جاءه يهودي قد شُجَّ، فغضب عمر غضبًا [شديدًا]، وقال صهيب: انطلق فانظر مَن شَجَّه، قال صهيب: فمضيتُ وإذا به عوف بن مالك الأشجعي، قال: فقلت لعوف: إنه قد غضب غضبًا شديدًا، وأخاف أن يَبْدُرَ منه بادرة في حقّك، فاذهب إلى معاذ بن جبل فكلِّمه، قال: وأتيت عمر فأخبرتُه، وجاء معاذ ومعه عوف، فقال معاذ لعمر: لا تعجل، إن عوفًا رأى هذا اليهودي يسوق حمارًا وعليه امرأة قد اكتَرتْه منه، فرآه عوف وقد ألقاها عن الحمار وغَشِيَها، وجاءت المرأة ومعها أخوها فاعترفت، فقال عمر لليهودي: ما على هذا صالحناكم، ومن فعل مثل هذا فلا ذِمَّةَ له، وأمر عمر باليهودي فصُلب، فهو أوَّل يهودي صُلب في الإسلام (٢).

وليس في الصحابة من اسمه صهيب بن سنان غيره، فأما صُهيب غير ابن سنان صهيب بن النعمان غير منسوب، وهل له رواية؟ على قولين، ولم يذكر جدّي في "التَّلقيح" مَن اسمُه صُهيب غير هذين، صهيب بن سنان وصهيب بن النعمان، وذكر البخاري في "تاريخه" سبعة من الرواة؛ اسم كلّ واحدٍ صهيب (٣).


(١) مسند أحمد (١٨٩٣٥)، وصحيح مسلم (١٨١).
(٢) تاريخ دمشق ٨/ ٢٧٢ (مخطوط).
(٣) تلقيح فهوم أهل الأثر ١٢٨ و ٢١٠، والتاريخ الكبير ٤/ ٣١٥ - ٣١٧. وانظر في ترجمة صهيب غير ما ذكر: المنتظم ٥/ ١٥٥، والسير ٢/ ١٧، والإصابة ٢/ ١٩٥.