للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال هشام: أغار بُسر في طريقة على الأحياء؛ فقتل النساء، وذبح الأطفال في المهود، وفتك في الإسلام.

وذكره أبو القاسم بن عساكر فقال: قال يحيى بن معين: كأن رجل سوع خبيثًا، لا تصح له صحبة (١).

وقال الواقدي: أغار في هذه الخَرْجَة على نساء من همْدان مُسلمات، فكُنّ أوَّلَ نساءٍ سُبين في الإسلام.

وقال ابن عبد البر: وهو الَّذي بارز أميرَ المؤمنين يومَ صفين، وضربه أمير المؤمنين على رأسه، فسقط وبدت عورثه، كما فَعل بعمرو بن العاص، فقال الحارث بن النَّضر السّهميّ: [من الطويل]

أفي كلِّ يومٍ فارسٌ ليس يَنتهي … وعورتُه تحت العَجاجَةِ بادِيَه

فكفَّ لها عنه عليٌّ سِنانَه … ويضحك منها في الخَلاء معاويَه

فقولا لعمرٍو ثم بُسْرٍ ألا انظُرا … سبيلَكما لا تَلقيا اللَيث ثانيه

وكونا بعيدًا حيث لا تَبلغ القَنا … نُحورَكما إن التَّجارب كافيّه (٢)

وقال الهيثم: لم يكن في بني عامر بن لؤي أخبث من بُسْر، ولا أسوأ منه، وكان على رجَّالة معاوية يوم صفّين، ووُلد قبل وفاة رسول الله بسنتين، ما رأى رسول الله ولا سمع منه، وولد مروان بن الحكم معه في تلك السنة، وخرف بعد قَتْل الغُلامَين، وكان كلما التقى أحدًا يقول: أين شيخى عثمان، وعملوا له سيفًا من خشب فكان يسُلُّه، وله بمصر دار وحَمّام، ومات في أيام معاوية.

وقال ابن سعد: مات في خلافة عبد الملك بن مروان (٣).

وقال أبو القاسم بن عساكر: كانت داره بدمشق عند درب الشَّعَّارين، وكانت له آثار غير محمودة (٤)، وحكى عن واهب بن عبد الله المعَافِريّ قال: قدِمتُ المدينة، فأتيتُ


(١) تاريخ دمشق ٣/ ٣٠١ (مخطوط).
(٢) الاستيعاب (٢٠٤).
(٣) طبقات ابن سعد ٦/ ٥٤٠ و ٩/ ٤١٢.
(٤) نقله عنه المزي في تهذيبه (٦٥٤)، وسقط من مخطوط التاريخ ٣/ ٢٩٤.