للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جدّي رسول الله، وأمي فاطمة، وأنا ابن أمير المؤمنين، لكن هل لك في ابن عمها؟ قال: ومن هو؟ قال: محمد بن الأشعث، قال: نعم قد زوّجتُه إياها.

ثم دخل الأشعث على أمير المؤمنين فقال له: خطبت ابنة سعيد على الحسن؟ قال: نعم، وذكر أنه خرج ليَستأمرَ أمَّها، فقال: ليس إلى ذلك سبيل، قال: ولم؟ قال قد زوَّجها محمد بن الأشعث، قال: متى؟ قال: الساعة، ولكن هل لك في أشرف منها بيتًا، وأكرم حَسَبًا، وأتمّ جمالًا، وأكثر مالًا؟ قال: ومَن هي؟ قال: جَعْدَة بنت الأشعث، قال: نعم، فزوَّجها الحسن.

وعلم سعيد، فلقي الأشعث فقال: خدعتَني يا أعور، فقال: يا أحمق، أتستَشيرُني في ابن بنت رسول الله ؟!.

ثم جاء الأشعث إلى الحسن فقال له: يا أبا محمد، ألا تزور أهلَك؟ فقال: بلى، فقال: والله لا تمشي إلا على أردِيَةِ قومي، فقامت له كندَةُ سِمَاطين، ومشى على أرديتها من القصر إلى باب الأشعث.

وهذه جَعْدة بنت الأشعث هي التي سَمَّت الحسن فقتلَتْه، لما نذكر في ترجمة الحسن.

وقد حكينا عن ابن سعد أنه قال: أول مَن مشى بين يديه الناس وهو راكب الأشعث.

وقال الواقدي: وهو أول من حَمل بين يديه الرجال الأعمدة، وهو أوَّل مَن دُفِن في منزله (١).

ذكر وفاته:

قال الخطيب (٢): الأشعث يُعَدّ فيمن نزل من الصحابة الكوفة، وكان على راية كِندة يومَ صفّين مع أمير المؤمنين، وحضر قتال الخوارج بالنَّهروان، وورد المدائن، وعاد إلى الكوفة، فأقام بها حتى مات في الوقت الذي صالح فيه معاوية الحسن، في سنة أربعين، وقيل: في سنة إحدى وأربعين.

وقال هشام: مات في سنة اثنتين وأربعين، وهو وهم.


(١) أخرجه ابن عساكر ٣/ ٤٧ (مخطوط) عن الأصمعي.
(٢) في تاريخ بغداد ١/ ١٩٦ - ١٩٧.